شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وَتَقْرِیْبِ الْمَرَامِ مِنْ تَقْرِیْرِ عَقَائِدِ الإِسْلَامِ۔. جَعَلْتُهٗ تَبْصِرَةً لِّمَنْ حَاوَلَ التَّبَصُّرَ لَدَی الإفْھَامِ، والمَنطقُ: آلة قانونیَّة۱تَعصِم مراعاتُھا۲ الذِّھنَ عن الخَطأِ في الفِكر.۔ والكلامُ: ھوَ العِلم الباحثُ عنْ أحوال المَبْدَأ والمَعاد عَلیٰ نَهْجِ قانوْن الإسْلام۔. قوْلهٗ (وتَقْریْبِ المَرَامِ): بالجرّ، عطْفٌ عَلیٰ’’تَهْذِیْبِ‘‘، أيْ هٰذا غایَةُ تَقریب المَقصِد۳إلی الطبَائع والأفھَام۴، والحَمْل إمَّا علیٰ طرِیْق المُبالغَة؛ أوِ التقدیْر: ھٰذا مُقَرِّب غایَةَ التَّقریْب۔. قوْلهٗ (مِنْ تَقْرِیْرِ عَقَائِدِ الإسْلامِ): بَیانٌ لـ’’المَرَام‘‘۔. والإضَافَة في’’عَقَائِدِ الإسْلامِ‘‘ بیَانیَّة۵إنْ كان الإسْلام عِبَارةً عنْ نَفْسِ ۱ - ۱ قولهٗ: (آلة) هي الواسطة بین الفاعل ومنفعِله في وصول أثره إلیه، كالمنشار للنجار؛ فإنه واسطة بینه وبین الخشب في وصول أثره إلیه، فكذا المنطق’’آلة بین القوة العاقلة وبین المطالب الكسبیة‘‘، وتحصیله لیس مقصودا بالذات؛ بل لأنه آلة للعلوم الحكمیة؛ بل لسائر العلوم.۔ (مرآة) مس ۱ -۲ قولهٗ: (آلة قانونیة) أي: آلة ھي قانون من نسبة الخاص إلی العام،كما یقال: زید إنسانيّ۔. والقانون: لفظ یوناني أو سریاني بمعنیٰ مِسْطَر الكتابِ، وفي الاصطلاح: قضیة كلیة تشتمل علیٰ أحكام جمیع جزئیات موضوعھا.۔ (محصل الكتب) ۲وقوله: (تعصم مراعاتها) فإن قیل: یعلم من ههنا أن المنطق نفسه لیس بعاصم؛ بل مراعاته! قلنا: المراعاة شرط عصمة المنطق، كما أن المنشار آلة للقطع بشرط تحریكه؛ فالمراد: ’’تعصم بشرط مراعاتها‘‘، واستناد العصمة إلی المراعاة مجاز عقلی.(مس) ۳ قولهٗ:(المقصد)أي مقصودالكلام أومقصودعلماءِالإسلام،وھو:’’تقریرالعَقائدوإِثبَاتھابالدَّلیل‘‘۔.(عن) ۴قولهٗ: (إلی الطبَائع والأفھَام) فیه إشارة إلیٰ أنّ ’’التقریب‘‘ یتعدی إلیٰ مفعُوْلین: بنفسه إلی الأوّل، وبواسطة ’’إلیٰ‘‘ إلی الثاني؛ فمفعولهٗ الأوّل: ’’المُرَام‘‘ بمعنی المقصود، ومفعولهٗ الثاني: ’’إلی الطبائع‘‘۔. (سل) ۵قولهٗ: (بیانیة) المراد بـ’’الإضافةِ البیانیَّةِ‘‘ ھٰھنا مایكون المضاف إلیه بیاناً للمُضاف.۔ فلا یرد: أنّ الإسلام -علیٰ تقدیر أنْ یكون المُراد منه الاعتقاد- لیس عِبَارة عن مُطلقِ الاعتقاد؛ بل اِعتقادٍ مخصوصٍ، فیكون إضافة العقائد إلی الإسلام من قبیل إضافة العام إلی الخاص، كعِلْم الفقه، وھي ’’لامیَّة‘‘ كما صُرِّحَ في النحو.۔ فإنّ كوْن الإضافة ’’لامیّة‘‘ لاینافي كونھا ’’بیانیّة‘‘، بمعنیٰ أن یكون المضاف إلیه بیاناً للمضاف۔. (إسماعیل)