شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
الأوَّل: الدَّوَرَان، وَهوَ: تَرَتُّب الحُكْم عَلیٰ الوَصْف الذِيْ لهٗ صَلُوْح العِلِّیَّة وُجُوْدا وَعَدَماً، كَتَرَتُّب حُكْمِ الحُرْمَة فِي الخَمْر عَلیٰ الإسْكَار؛ فإنَّه مَادَام مُسْكِرا حَرَام، وَإذَا زَال عَنْه الإسْكَار زَال عَنْه الحُرْمَة.۔ قَالوا: الدَّوَرَان عَلامَة كَوْن المَدَار -أعْنِيْ الوَصْفَ- عِلَّةً للدَّائِر، أيِ الحُكْم.۔ وَالثَّانِي: التَّرْدِیْد، ویُسَمّٰی بالسَّبْر والتَّقْسِیْم۱أَیْضاً، وَهوَ: أنْ یُتَفَحَّص أَوَّلا أَوْصَاف الأصْل، وَیُرَدَّد أنَّ عِلَّة الحُكْم هَلْ هٰذِهِ الصِّفَة أوْ تِلْك؟ ثُمَّ یُبْطَل ثَانِیا عِلِّیَّة كُلِّ صِفَةٍ حَتّٰی یَسْتَقِرَّ عَلیٰ وَصْف وَاحِد، فَیُسْتَفَاد مِن ذٰلِك۲كَوْن هٰذَا الوَصْف عِلَّة، كَمَا یُقَال: ’’عِلَّة حُرْمَة الخَمْر إمَّا الاتِّخَاذ مِنَ العِنَب، أوِ المَیَعَانُ، أوِ اللَّوْن المَخْصُوْص، أوِالطَّعْم المَخْصُوْص، أوِالرَّائِحَة المَخْصُوْصَة، أوِالإسْكَار؛ لٰكنَّ الأوَّل لیْسَ بِعِلَّة لِوُجُوْدِه فِي الدِّبْس بِدُوْن الحُرْمَة‘‘، وَكَذٰلِك البَوَاقِي مَاسِوَی الإسْكَار بِمِثْل مَاذُكِر، فَتَعَیَّن الإسْكَار لِلْعِلِّیَّة.۔ قَوْلهٗ (القِیَاسُ۳إلخ): القِیَاس كَمَا یَنْقَسِم باعْتِبَار الهَیْئَة وَالصُّوْرَة إلَی ۱ قولهٗ: (یسمیّٰ بالسبر) المشهور في ’’السبر‘‘ بالیاء المثناة التحتانیة لما فیه من سیر الأوْصاف وتتبُّعها، وقد سمعتُ عن الأستاذ بالباء الموحَّدة بمعنی ’’الامتحان‘‘، ووجه المناسبة ظاهر؛ لما فیه من امتحان الأوصاف بأن علة الحكم هل هٰذه الصفة أو تلك الأخرٰی؟.۔ (سل) وقولهٗ: (والتقسیم) سُمّي به لأنّ التتبُّع المذكور تقسیم عقلي للعلیة، فلا بدّ فیه من انحصار أوصاف الأصل، وإبطال علیة البعض.۔(عب) ۲ قولهٗ: (فیستفاد من ذٰلك) أي من تفحّص أوصاف الأصل وتردیدها لعلیّة الحكم أوّلاً، وبطلان الكل ثانیاً.۔(بح) ۳ قولهٗ: (القیاس) هٰذا بیان الصناعات الخمس، وهي أقسام الدلیل باعتبار المادة، كما أن الأقسام السابقة أقسام باعتبار صورته.۔(بح) اعلم! أنه كما یجب علی المنطقي النظر في صور الأقیسة، كذا یجب في موادها الكلیة، حتی یمكنه الاحتراز عن الخطأ في الفكر من جهتي الصورة والمادة؛ ومواد الأقیسة إما: یقینیة، أو غیر یقینیة.۔ واعلم أیضا! أن القیاس كما ینقسم باعتبار الصورة إلی الاقتراني، والاستثنائي؛ والاقترانيُّ إلی الحملي والشرطي؛ كذٰلك ینقسم باعتبار المادة إلی الصناعات الخمس، أعني: البرهان، والجدل، والخطابة، والمغالطة، والشعر۔.