شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
تَصَفُّحُ الْجُزْئِیَّاتِ لإثْبَاتِ حكْمٍ۱ كُلِّيٍّ.۔ الله تَعَالیٰ فِي تَحْقِیْق التَّمْثِیْل.۔ قَوْلهٗ (لإثْبَاتِ حُكْمٍ كُلِّيٍّ): إمَّا بِطَرِیْق التَّوْصِیْف، فَیَكوْنُ إشَارَة إلیٰ أنَّ المَطْلُوْب فِي الاسْتِقْرَاء لایَكوْن حُكْماً جُزْئِیًّا۲، كَمَا سَنُحَقِّقُه؛ وَإمَّا بِطَرِیْق الإِضَافَة، وَالتَّنْوِیْنُ فِي ’’كُلِّيٍّ‘‘ حِیْنَئِذٍ عِوَضٌ عَنِ المُضَاف إِلَیْه، أيْ لإثْبَات حُكْم كُلِّیِّها، أيْ كُلِّيِّ تِلْك الجُزْئِیَّات.۔ وَهٰذا وَإنِ اشْتَمَل علَی الحُكْم الجُزْئِيَّ وَالكُلِّيَّ كِلَیْهمَا بحَسَب الظَّاهِر؛ إلاَّ أنَّه فِي الوَاقِع لایَكوْن المُطْلُوْب بالاسْتِقْرَاء إلاَّ الحُكْمَ الكُلِّيَّ۔. وَتَحْقِیْق ذٰلِك أَنَّهمْ قَالوْا: إنَّ الاسْتِقْرَاء: إمَّا تَامٌّ، یُتَصَفَّح فِیْه حَال الجُزْئِیَّات بأَسْرِها، وَهوَ یَرْجِع إلَی القِیَاس۳ وعلی الحجة التي یقع فیها ذٰلك التتبُّع، كما أنّ العكس یطلق علی المعنی المصدري -أي ’’التبدیل‘‘- وعلی القضیة الحاصلة بعد التبدیل؛ فالمراد هٰهنا تعریف الاستقراء باعتبار المعنی الأوّل، وأمّا تعریفه بالمعنی الثاني فیعرف بالمقایسة.۔(سل) ۱ قال الماتن: (لإثبات حكم) كما إذا تصفّحنا جزئیات الحیوان فوجدناها تحرك فكها الأسفل عند المضغ، فحكمنا بأن ’’كل حیوان یحرّك فكه الأسفل عند المضغ‘‘، وهو لایفید الیقین؛ لجواز وجود جزئي لم یُستَقْرأ، ویكون حكمه مخالفاً لما استقریٔ۔. قاله في التذهیب۔. أقول: وهٰذا التعریف موافق لما ذكره الإمام حجة الإسلام حیث قال: ’’الاستقراء عبارة عن تصفّح أمور جزئیة لیحكم بحكمها علیٰ أمر یشتمل تلك الجزئیات‘‘.۔ وهو الموافق لكلام أبي نصر الفارابي أیضاً حیث قال: ’’الاستقراء هو تصفّح شيء من الجزئیات الداخلة تحت أمر كلي لتصحیح ماحكم به علیٰ ذٰلك الأمر بالإیجاب أو السلب‘‘۔. (نظ) ۲ قولهٗ: (لایكون حكما جزئیاً) فإنّ تتبع أكثر الجزئیات لا شك أنه یفید الیقین بالحكم الجزئي كما سیظهر، فیكون داخلاً في القِیاس المفید بالحكم الجزئي، كما أنّ الاستقراء التام داخلٌ تحته، كما علمتَ۔.(سل) ۳ قولهٗ: (یرجع إلی القیاس إلخ) یعني: أنه یكون خارجاً عن الاستقراء الاصطلاحي، فلا یسمیّٰ استقراء؛ بل قیاساً مقسماً؛ لأنّ الاستقراء الذي هو قسم من الحجة اعتبر فیه تصفُّح أكثر الجزئیات، یعني وجود الحكم في أكثرها كما سیجيء، ولهٰذا قالوا: إن الاستقراء لایفید إلا الظن، وهٰذا إنما