شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
فالاسْتِقْرَاء: هُوَ الحُجَّة الَّتِيْ۱یُسْتَدَلُّ فِیْها مِنْ حُكْم الجُزْئِیَّات عَلیٰ حُكْم كُلِّیِّها۔. هٰذَا تَعْرِیْفُه الصَّحِیْح الَّذِي لاغُبَار عَلیْه، وَأمَّا مَااسْتَنْبَطَه المُصَنِّفؒ مِن كَلام الفَارَابِيِّ۲وَحُجَّةِ الإسْلام وَاخْتَارَه -أعْنِي ’’تَصَفُّح الجُزْئِیَّات وتَتَبُّعها لإثْبَات حُكْمٍ كُلِّيٍّ‘‘-، فَفِیْه تَسَامُح ظَاهِر؛ فإنَّ هٰذا التَّتَبُّع لیْسَ مَعْلُوْما تَصْدِیْقِیًّا مُوْصِلا إلیٰ مَجْهُوْل تَصْدِیْقِيٍّ، فَلایَنْدَرِج تَحْت الحُجَّة؛ وَكَأَنَّ البَاعِث عَلیٰ هٰذِه المُسَامَحَة هوَ الإشَارَة إلیٰ أنَّ تَسْمِیَة هٰذَا القِسْم مِنَ الحُجَّة بالاسْتِقْرَاء لیْسَ عَلیٰ سَبِیْل الارْتِجَال؛ بَلْ عَلیٰ سَبِیْل النَّقْل۳.۔ وَهٰهُنا وَجْهٌ آخَر۴سَیَجِيْءُ بَیَانهُ إنْ شَاءَ ۱ قولهٗ: (هو الحجة التي إلخ) اعلم! أن هٰذا التعریف إما أنه تعریف لما یطلق علیه الاستقراء، فالمراد من الجزئیات أعمّ من الأكثر والكل؛ فإنّ الاستقراء بهٰذا المعنیٰٰ شامل لما یستدلّ فیهما من حال جمیع الجزئیات علیٰ حال الكلي، أو من حال أكثر الجزئیات علیٰ حاله، وهٰذا كما قالوا: الاستقراء علیٰ قسمین: تام وغیر تام؛ فإنّ الأول یُسمیّٰ ’’تاماً‘‘ والثاني ’’ناقصاً‘‘؛ أو تعریف لما هو الاستقراء حقیقة، ولایخفیٰ أنّ المراد حینئذٍ أكثر الجزئیات؛ فإنّ ما یُستدل فیه من حال جمیع الجزئیات علیٰ حال الكلي فهو مفید للیقین داخل تحت القِیَاس؛ ولذا سمَّوْه ’’قِیاسا مقسما‘‘، وإنما یطلق علیه لفظ ’’الاستقراء‘‘ باعتبار أنه یحتاج في مقدّماته إلی التتبع۔. فافهم!(سل) ۲ قولهٗ: (من كلام الفارابي) وهو أنّ الاستقراء هو: الحكم علیٰ كلي لوجوده في أكثر الجزئیات.۔ وقال فخر الإسلام البزدوي: هو تصفُّح أمور جزئیة لیحكم بحكمها علیٰ أمر یشمل تلك الجزئیات. ۔(عب) ۳ قولهٗ: (بل علیٰ سبیل النقل) أي من المعنی اللغوي إلی المعنی الاصطلاحي بملاحظة المناسبة بینهما.۔ ووجه الإشارة أنه جعل المعنی اللغوي أعني التصفّح محمولاً علی الاستقراء الذي هو قسم من الحجة ومعرفٌ له، مع أنه لایصح حمله علیه، فضلاً عن أن یكون معرفاً له؛ ومع هٰذا لما جعل معرفاً علم أن المعنی اللغوي معتبر في المعنی الاصطلاحي بحیث صار كأنه هو.۔ والارتجال (في اللغة): قدم نهادن برجائے بے اندیشه، وفي الاصطلاح: استعمال اللفظ في غیر ما وضع له بدون ملاحظة مناسبة بینهما قصدًا، وعند عدم القصد یكون خطأ.۔ والنقل: استعمال اللفظ الموضوع للمعنی المشهور استعماله في المعنیٰ الثاني المنقول لمناسبة بحیث كثر استعماله في الثاني والهجر في الأول، بحیث لایستعمل فیه إلا مع القرینة.۔(عب، شاہ) ۴ قولهٗ: (وهٰهنا وجه آخر) وهو أنّ الاستقراء یطلق علی المعنی المصدري -وهو: التصفُّح والتتبُّع-