شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
 |
الثَّانِي مِنَ المُرَكَّبةِ لَیْسَ كَذٰلِكَ، أوْ لأنَّ المُتَبادِرَ مِنَ القَضَایَا- مَایُعَدُّ فيْ عُرْفهِمْ- قَضَایا مُتَعَدِّدَةٌ۔.
وبقَوْلِه: ’’یَلْزَمُ‘‘ خَرَجَ الاسْتِقْرَاء والتَّمْثِیْل۱؛ إذْ لایَلْزَم مِنْهُمَا العِلْم بِشَيْءٍ؛ نَعَمْ! یَحْصُلُ مِنْهُما الظَّنُّ بشَيْءٍ آخَر۔.
وبِقَوْله: ’’لِذاتِه‘‘ خَرَج مَایَلْزَمُ مِنْهُ قَوْلٌ آخَرُ بواسِطَةِ مُقَدَّمَةٍ خَارِجِیَّةٍ۲، كقِیَاسِ المُسَاوَاتِ۳، نَحْوُ: ’’أٓ مُسَاوٍ لِـ بٓ، و بٓ مُسَاوٍ لِــ جَ‘‘؛ فإنَّه یَلزَمُ مِنْ
۱ قولهٗ: (خرج الاستقراء والتمثیل) إذ المراد بـ’’اللزوم‘‘ هو اللزوم بحَسَب نفس الأمر بالنظر إلیٰ صورة القول المؤلف، مع قطع النظر عن خصوص المادة، ونتیجةُ الاستقراء والتمثیل لیست لازمة لهما بهٰذا المعنیٰٰ، وإن كانت لازمة لهما بحسب العلم الظني مطلقاً، وبحسب نفس الأمر في بعض المواد؛ وذٰلك لتخلف نتیجتهما بحسب نفس الأمر عن صورتهما في بعض المواد، كما في قولك: ’’أكثرُ الحیوانات یحرّك فكّه الأسفل عند المضغ، فكل حیوان یحرّك فكَّه الأسفل عنده‘‘؛ لأنه وإن تحَقَّق هٰهنا اللزوم العلمي الظني؛ لٰكن قد یتخلَّف اللزوم بحسب نفس الأمر؛ لعدم جَرَیان هٰذا الحكم في التِّمساح. ۔(بح)
۲ قولهٗ: (مقدمة خارجیة إلخ) واعلم! أن المقام الذي لایصدق تلك المقدّمة لایصدق النتیجة، كالتناصف، بأن یقال: ’’آ نصف لِـبٓ، وب نصفٌ لـجٓ‘‘، لایلزم منه ’’آ نصفٌ لـجٓ‘‘؛ لأن نصف نصف الشيء لیس بنصفه؛ بل ربعهٗ۔.
إن قیل: الموقوف علی الموقوف علی الشيء موقوف علیٰ ذٰلك الشيء، مقدمة صادقة؛ فیلزم منه أن ینتج قولنا: ’’الطلاق موقوف علی النكاح، والنكاح موقوف علی تراضي الطرفین، فالطلاق موقوف علی تراضي الطرفین‘‘؛ مع أنها كاذبة.۔ قلنا: إن هٰذه النتیجة صادقة؛ لأن الطلاق موقوف علیٰ تراضي الطرفین الذي توقف علیه النكاح.۔(عب)
۳ قولهٗ: (كقیاس المساواة) هو في الاصطلاح: هو القیاس الذي یكون متعلَّق محموله في الصغری موضوعا في الكبریٰ.۔
الملحوظة: اعلم! أن قیاس المساواة قد یكون صادقا وقد یكون كاذبا؛ لأن مبناه علی مقدمة أجنبیة، وتلك المقدمة قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة، فمثال الصادقة: محمد مساوٍ لعمرو، وعمرو مساوٍ لزیدٍ؛ فمحمد مساوٍ لزید، فنحن نریٰ: أن محمول الأولیٰ هو ’’مساوٍ لعمر‘‘، ومتعلَّقها الذي هو ’’لعمرو‘‘ هو موضوع المقدمة الثانیة.۔
فهٰذا القیاس لا تصدر عنه النتیجة لذات المقدمتین؛ بل لقضیة أخریٰ، تقول: ’’مساوي المساوي لشيء مساوٍ‘‘، فهٰذه هي المقدمة الأجنبیة التي یبنیٰ علیها قیاس المساواة، وهي قضیة صادقة، فینتج