شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
مِن صِدْق الأصْل حیْنَئِذٍ صِدْقُ العَكْس، مَثَلا: إذَا فُرِض أنَّ مَرْكُوْب زَیْد بالفِعْل مُنْحَصِر فيْ الفَرَس۱، صَدَق كلُّ حِمَار بالفِعْل مَرْكُوْب زَیْد بِالإمْكان، وَلمْ یَصْدُق عكْسُه۲، وَهوَ ’’أنَّ بَعْضَ مَرْكُوْب زَیْدٍ بِالفِعْل حِمَار بِالإمْكَان‘‘؛ فالمُصَنِّف ؒ لمَّا اخْتَار مَذْهَب الشَّیْخِ -إذْ هُوَ المُتَبَادِر۳فيْ العُرْف وَاللُّغَة- حَكَمَ بأنَّه ’’لاعَكْسَ للمُمْكِنَتَیْنِ‘‘۴. ۱ قولهٗ: (منحصر في الفرس) یعني: أنه ما ركب زید إلا علی الفرس في جمیع عمره وأوقاته وإن یمكن ركوبه علی الحمار وغیره أیضاً.۔(بن) ۲ قولهٗ: (ولم یصدق عكسه) لأنّ المركوب بالفعل إنما هو فرس، فكیف یكون ذٰلك الفرس حمارا بالإمكان! ضرورة أنّ الفرس والحمار متباینان، والتخلف في مادة واحدة یوجب عدم الانعكاس.۔(بن) ۳ قولهٗ: (إذ هو المتبادر إلخ) فالأبیض -مثلاً- لایطلق علیٰ مالایكون البیاض قائماً به دائما؛ فلا یقال للزنجي: ’’أنه أبیض‘‘ لاعرفاً ولالغةً، نعم! إطلاقه علیٰ مایكون أبیض بالفعل -سواء كان في الزمان الماضي أو المستقبل أو الحال- صحیح قطعاً.۔(بن) ۴ قولهٗ: (حكم بأنهٗ لا عكس للممكنتین) اعلم! أن القدماء ذهبوا إلیٰ أنهما تنعكسان ممكنة عامّة، واستدلوا علیه بثلٰثة وجوه: الأول: الافتراض، وتقریره: إنا إذا فرضنا أن الذات التي یصدق علیها جٓ و بٓ بالإمكان ’’د‘‘، فنقول: د ب بالإمكان و دٓ جٓ بالإمكان؛ فبعض ب ج بالإمكان.۔ الافتراض: هو أن یفترض لفظ مرادف لموضوع القضیة التي هي الأصل المنعكس، ثم یحمل علیه محمول الأصل، وتجعل هٰذه القضیة صغری القیاس؛ ثم یحمل علیه موضوع الأصل -وهي الكبریٰ- علی صورة الشكل الثالث؛ فینتج عین العكس المستوي المطلوب، نحو: كل إنسان حیوان -هٰذا هو الأصل-؛ فإذا فرض الناطق الذي هو مرادف للإنسان، وقیل: كل ناطق حیوان، وكل ناطق إنسان، كانت النتیجة: بعض الحیوان إنسان، وهٰذا هو عین عكس الأصل الذي هو: كل إنسان حیوان.۔ ودلیل الافتراض لایجري إلا في بعض القضایا، كالموجبات؛ بخلاف الخلف، فهو یعم الجمیع.۔ الثاني: الخلف، تقریره: أنه لو لم یصدق بعض ب ج بالإمكان، صدق لا شيء من ب ج بالضرورة، فیحصل كبریٰ مع الأصل، فینتج المحال، وهو ناشٍ من نقیض العكس، فهو باطل، فالعكس حق.۔ الخُلف: هو: ضم نقیض العكس إلی الأصل لتنتج المحال، نحو: كل إنسان حیوان، وعكسه: بعض الحیوان إنسان، ونقیضه: لاشيء من الحیوان بإنسان؛ فإذا ضم ذٰلك إلی الأصل وقیل: كل إنسان حیوان، ولاشيء من الحیوان بإنسان، كانت النتیجة: لا شيء من الإنسان بإنسان. وهو محال!