شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
فَمِنَ الْمُوْجِبَاتِ: تَنْعَكِسُ الدَّائِمَتَانِ وَالْعَامَّتَانِ ’’حِیْنِیَّةً مُطْلَقَةً‘‘۔. قَوْلهٗ (الدَّائِمَتَانِ): أيِ الضَّرُورَیَّة والدَّائِمَة، مَثلَا: كُلَّمَا صَدَق قوْلُنا: ’’بالضَّرُورَة أوْ دائِماً كلُّ إنْسَانٍ حیَوَان‘‘، صَدَق قوْلُنا۱: ’’بَعضُ الحَیوَان إنْسَان بالفِعْل حِیْنَ هُوَ حَیوَانٌ‘‘؛ وَإلاَّ فَیَصدُق نَقِیْضُه، وَهُوَ ’’دَائِماً لاشَيْءَ مِنَ الحَیوَانِ بإنْسَان مَادَامَ حَیَوَاناً‘‘، فَهوَ مَعَ الأصْل یُنْتِجُ۲’’لاشَيءَ مِنَ الإنْسَان بإنْسَان بالضَّرُورَة أوْ دائِماً‘‘.۔ هٰذا خُلْفٌ! قَوْلهٗ (وَالعَامَّتَانِ): أيِ المَشْرُوْطَة العَامَّة، وَالعُرْفِیَّة العَامَّةُ؛ مَثَلا إذَا صَدَق: ’’بالضَّرُورَة أوْ بالدَّوَام كلُّ كاتِب مُتَحَرِّكُ الأصَابِعِ مادَامَ كاتِباً‘‘، صَدَق’’بَعْضُ مُتَحَرِّك الأَصَابِع كاتِبٌ بالفِعْل حِینَ هُوَ مُتَحَرِّك الأصَابِعِ‘‘؛ وإلاَّ فَیَصْدُق نَقِیْضُه: وهُوَ ’’دَائِماً لاشَيءَ مِن مُتَحَرِّكَ الأصَابِع بِكاتِبٍ مَا دَام مُتَحَرِّكَ الأصَابِع‘‘؛ وَهوَ مَعَ الأَصْل یُنْتِجُ۳قَولَنا: ’’بالضَّرُورَة أوْ بالدَّوَامِ لاشَيءَ مِن الكَاتِب بكَاتِبٍ مَادَام ۱ قوله: (صدق قولنا إلخ) قیل: یكفي في عكس الضروریة والدائمة ’’المطلقة العامةُ‘‘ فقط، فـ’’الحینیة‘‘ زائدة علی الحاجة.۔ أقول: الحكم في الدلیل علی المثال المذكور علی أفراد الإنسان بوصف الحیوانیة، والحكم في عكس ذٰلك المثال علی أفراد الحیوان بوصف الإنسانیة، فلو لم یكن حینیة مطلقة لكانت مخالفة للأصل؛ لأنه یجوز في العكس انفكاك ذات الموضوع -وهو: الحیوان- عن الوصف العنواني -وهو: الحیوانیة- وإن لم یتصور في المثال المذكور.۔(عب) ۲ قولهٗ: (فهو مع الأصل ینتج إلخ) یعني: إذا ضَمَمْنا هٰذا النقیض مع الأصل -بأن جعل الأصل لإیجابه صغریٰ، وهٰذا النقیض الكلیة كبریٰ- فحصل الشكل الأول، بأنْ یقال: ’’بالضرورة أو دائماً كل إنسان حیوان، ودائماً لاشيء من الحیوان بإنسان مادام حیواناً‘‘، یُنتج: ’’لاشيء من الإنسان بإنسان بالضرورة أو دائما‘‘؛ فیلزم سلب الشيء عن نفسه، وهو مُحال! فمنشأ هٰذا المحال إما: الصغریٰ، أو الكبریٰ، أو الهیئة؛ والأول باطل، فانه مفروض الصدق؛ والثالث أیضاً باطل، فإن الشكل الأول بدیهي الإنتاج؛ فتعین الثاني.۔ فمنشأ المحال هو نقیض العكس، فهو باطل، فالعكس حق؛ وإلا لزم ارتفاع النقیضین، وهو محال.۔(سل)