شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
قوْلهٗ (بالاهْتِدَاءِ): مَصدَر مَبنِيّ للمَفعوْل۱، أيْ بأنْ یُھتدیٰ بهِ۲، والجُملَة صِفة لقوْلهِ ’’هُدیً‘‘؛ أوْ یَكوْنَان حَالیْن مُتَرادِفیْن، أو مُتَداخلیْن۳؛ ویَحتَمِل الاِستِیْنَاف أیْضاً۴. وقِسْ عَلیٰ هٰذا قوْلَهٗ ’’نُوْراً‘‘ مَع الجمْلَة التَّالیَة۔. قوْلهٗ (بِهٖ): مُتعلِّق بـ’’الاقتِداء‘‘ لا بـ’’یَلِیْقُ‘‘؛ فإنّ اِقتِدَاءَنَا بهٖ -عَلَیْهِ السَّلامُ- إنَّمَا یَلیْق بِنَا، لا بهِ؛ فإنَّهُٗ كمَالٌ لَنَا، لا لَهٗ؛ وحینَئِذٍ تَقدِیم الظَّرْف لقَصْد الحَصْر۵، ۷ قولهٗ: (مبالغةً) لایخفیٰ علیك إن هٰذا النحو من المجاز أبلغ في مقام التعریف؛ فإنه قُصِدَ أن ’’زیداً‘‘ مثلاً صَدََرَ عنه العَدْلُ كثیراً حتّٰی صار كأنه عینُ العَدْل.۔ والمجاز حینئذٍ عقليٌ، أي: المجاز في النسبة؛ والمجاز في النسبة أبلغ عن المجاز في الطرف، كما تقرر في موضعه. (شاه) مس ۱قولهٗ: (مصدر مبني للمفعول) لا للفاعل؛ لأنّ الاھتداء بمعنیٰ ’’راه یافتن‘‘، وھو سبحانهٗ تعالیٰ منَزَّه عنه، والرسول -جل برھانُهٗ- ھادٍ لامُهتَدٍ، ونسبة الاھتداء بجانبهﷺلایخلو عن سوء الأدب. ۔(عن) الملحوظة: اعلم! اِنْ اُضیفَ المَصدرُ اِلَی الفَاعلِ كانَ مَبنِیاً للفاعِلِ، نَحوُ: نَصَرَ یَنْصُرُ نَصْراً؛ واِنْ اُضِیفَ المَصدرُ اِلَی المَفعولِ كانَ مَبنِیاً للمَفعوْلِ، نَحوُ: نُصِرَ یُنْصَرُ نَصْراً؛ واِنْ لمْ یُذكرْ معَهٗ شَیءٌ مِنهمَا كانَ مُحتَمِلاً للمَعنَیَیْنِ۔. (مس) ۲قولهٗ: (بأن یُھتدیٰ به) فإنْ قیل: الاھتداء لازم، واللازم مُبَرَّأٌ ومُنَزَّهٌ عن التھمة بالمفعولیة، فكیف یصح أنْ یقال: ’’الاھتداء مصدر مبني للمفعول‘‘؟ قلنا: إن الاھتداء متعدٍ بواسطة حرف الجر، وتقدیر الكلام بـ’’الاھتداء به‘‘، أي: بأن یُّھْتَدَی به -بصیغة المجھول-، فیكون من باب الحذف۔؛ وإلیٰ ھٰذا الجواب أشار المحشي بقوله: ’’بأن یھتدی‘‘.۔(عن) ۳ قولهٗ: (متداخلین)، ھٰھنا احتمال آخر لبُعْدِه لم یعترَّضْ به الشارح، وھو أن: أحَدھما حال عن ضمیر الفاعل، والآخر عن ضمیر المفعول، فلیسا حالین مترادفَیْنِ -لتعدُّدِ ذي الحال- ولامتداخلین؛ فإن الحال الثانی لیس حالاً من ضمیر الحال الأوَّل۔. (سل) والمتداخلان: ھما الحالان اللذان یكون الثاني حالاً من معمول الحال الأوَّل۔. (شاه) مس ۴ قولهٗ:(ویحتمِلُ الاستینافَ أیضاً) أي یحملُ أن یكونَ’’جملة مستأنفة‘‘أي جواباً عن سؤال، كأن السائل یسأل:لِمَا أرسله هُدیً؟فأجاب:بأنه بالاهتداء حقیق.۔ وحینئذٍ ضمیر’’هو‘‘یرجع إلیٰ’’من أرسله‘‘۔.(عن) ۵ قولهٗ: (لقصد الحصر)؛ لأن ((تقدیم ما حقَّهٗ التاخیر یفید الحصر))، فالمعنیٰ: لایلیق الاقتداء إلا بنبِیِّنَاﷺ، فحصل من ھٰھنا الإشارة إلخ.۔ (عبد)