شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
قَوْلهٗ (بِعَلاقَةٍ): وَهيَ أمْرٌ۱بِسَبَبِه یَسْتَصْحِب المُقَدَّمُ التَّالِيَ۲،كعِلِّیَّةِ طُلُوْعِ الشَّمْسِ لِوُجُوْدِ النَّهَارِ فِيْ قَولِنا: كلَّمَا كانَتِ الشَّمْسُ طالِعَةً فالنَّهَارُ مَوْجُوْدٌ۔. قَوْلهٗ (بِتَنَافِيْ النِّسْبَتَیْنِ): سَوَاءٌ كانَتِ النِّسْبَتانِ ثُبُوتِیَّتَیْنِ۳، أوْ سَلبِیَّتَیْنِ۴، أوْ مُخْتَلِفَتَیْنِ؛ فإنْ كانَ الحُكْم فِیْها بِتَنَافِیْهمَا فَهِيَ مُنْفَصِلَةٌ مُوْجِبَةٌ، وَإنْ كانَ بِسَلْبِ تَنَافِیْهمَا فَهِيَ مُنْفَصِلَة سَالِبَة۔۵. قَوْلهٗ (وَهيَ الحَقِیْقِیَّةُ۶): فَالمُنْفَصِلَةُ الحَقِیْقِیَّةُ: مَاحُكِم فِیْها بتَنَافِيْ النِّسْبَتَیْنِ۷فيْ الصِدْق والكِذْب، نَحوُ قَولِنا: إمَّا أنْ یَكوْن هٰذا العَدَدُ زَوْجاً أو فَرْداً؛ أوْ حُكِمَ فِیْها بِسَلْب تَنَافِي النِّسْبَتَیْن فيْ الصِّدْق والكِذْب، نَحْو قَولِنا: لیْسَ ألبَتَّةَ إمَّا أنْ یَكوْنَ هٰذا العَدَد زَوْجاً أوْ مُنْقَسِماً بمُتَسَاوِیَیْن۔. وَالمُنْفَصِلَة المَانِعَة الجَمْع: مَاحُكِمَ فِیْها بِتَنَافِيْ النِّسْبَتَیْن، أوْلاتَنَافِیْهمَا فيْ الصِّدْق فَقَط، نَحوَ: هٰذا الشَيءُ إمَّا أنْ یَكُوْن شَجَراً وَ إمَّا أنْ یکُوْن حَجَراً۔. ۱ قولهٗ: (وهي أمر إلخ) اعلم! أنّ العَلاقة منحصِرَة في ثلٰث صُوَر: الأولٰی: أنْ یكون المقدَّم علة للتالي، كما في المثال المذكور في الشرح؛ والثانیة: أنْ یكون التالي علةً للمقدَّم، كما في قولنا: ’’إن كان النهار موجوداً فالشمس طالعة‘‘؛ والثالثة: أن یكون كلاهما معلولَیْ علة واحدة، كما في قولنا: ’’كلَّما كان النهار موجودا فالعالم مضيء‘‘؛ فإنّ كلاًّ منهما معلول لطلوع الشمس.۔(سل) ۲ قولهٗ:(یستصحب المقدم التالي) أي یستلزم ویطلب المقدم مصاحبة التالي مع نفسه۔ ۳ قولهٗ: (ثبوتیتین) نحو: ’’هٰذا العدد إمازوج أو فرد‘‘، أي: إن كان هٰذا العدد زوجا فلیس بفَرْد، وإن كان فردا فلیس بزوج؛ وقِسْ علیه سائر أمثلة الشرطیة المنفصلة.۔(عب) ۴ قولهٗ: (أو سلبیتین) بأن یكون السلب مأخوذاً فیهما، مثل: ’’هٰذا الشيء إما لاشَجَر أو إما لاحَجَر‘‘، فهي شرطیة منفصلة في مادة مانعة الخلوّ.۔(عب) ۵ قولهٗ:(فهي منفصلة سالبة) نحو: لیس هٰذا العدد إما زوجاً أو منقسما بمتساویین.۔ ۶ قوله: (وهي الحقیقیة) وإنما سمیت ’’حقیقیة‘‘ لتنافي النسبتین وانفصالهما بأن لاتجتمعا في الصدق والكذب، فلما كان التنافي فیهما علی حقیقة سمیت القضیة ’’حقیقیة‘‘.۔(عب مِن شاہ) مس ۷قولهٗ: (بتنافي النسبتین) أي: بامتناع أنْ یتحقَّقَ النسبتان معًا وأن ینتفيَ النسبتان معًا، فالمراد من الصِّدْق ’’التحقُّقُ‘‘، ومن الكِذْب ’’الانتفاء‘‘، لامعناهما المذكور سابقاً، وهو: ’’مطابقة الحكم للواقع واللامطابقة‘‘؛ لأنهما مختصَّان بالأخبار، وأطراف الشرطیة لیست بأخبار.۔(بن)