شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
 |
کَمَا قیْل فيْ قوْلهِ تَعالیٰ: {وَجَعَلَ لَكُمُ الاَرْضَ فِرَاشًا}؛ وإمَّا: بـ’’رَفیْقٍ‘‘، ویَكوْن تَقدِیمُ مَعموْل المُضَاف إلیْهِ عَلَی المُضَاف لكونهٖ ظرْفاً، والظَّرْف ممَّا یُتوَسَّع فیهِ مَا لایُتوسَّع في غیْره؛ والأوَّل أقرَب لفظاً۱، والثانيْ معْنیً۔.
قوْلهٗ: التَّوْفِیْقَ: ھوَ تَوجیْه الأسبَاب۲نحوَ المَطلوْب الخَیْر۔.
قوْلهٗ (وَالصَّلاةُ): وَهِيَ بمَعنَی الدُّعَاء، أيْ طلَبِ الرَّحمَة، وإذَا أُسنِد إلَی الله تَعَالیٰ یُجرَّد عَنْ مَعنَی الطَّلَب، ویُرادُ بهِ الرَّحمَةُ مَجازاً۳.
قوْلهٗ (عَلیٰ مَنْ أرْسَلَهُ): لمْ یُصرِّح باِسمِهِ تعظیْماً وإجْلالاً۴، وتنْبِیْھاً عَلیٰ أنَّه فیْمَا ذَكَرَ مِنَ الوَصْف بمَرتَبةٍ لایَتبَادَر الذِّهْنُ منْه إلاَّ إلیهِ۵؛ واختَار مِنْ بَینِ الصِّفات ھٰذهِ؛ لكوْنِھا مُستَلزِمةً لسَائِر الصِّفات الكَمَالیَّة مَعَ مَافیْهِ مِنَ التَّصرِیْح۶
۱ قولهٗ: (والأول أقرب لفظاً) یعني تعلُّق الظرف بـ’’جعل‘‘ أقرب من جھة اللفظ، وھو ظاھر، لامن جھة المعنیٰ -وإنْ كان صحیحاً-، كما مر؛ إلا أنه لایخلو عن بُعْدٍ.۔ وإما تعلُّقُهٗ بـ’’رفیق‘‘ فأقرب من جھة المعنیٰ؛ فإنّ معنی’’الرفیق‘‘لایتم بدونه، لا من جھة اللفظ -وإنْ كان التركیب صحیحاً-؛ لِمَا فیه من التكلُّف. ۔(سل)
وأما احتمال الثاني، فاللفظ لایساعده؛ لامتناع تقدیم ما في حیز المضاف إلیه علی المضاف، ولأن المعمول لایقع إلا حیث یصح وقوع العامل۔. (شاه) مس
۲ قوله (التوفیق ھو توجیه إلخ): کمن یأمر ابنه بتعلُّم الکتابة، ثم یھیِّیٔ له المعلم والقلم واللوح؛ فھٰذه ھي الأسباب الموجھة إلی المطلوب الخیر -أي الکتابة-، فأمرنا اللّٰه سبحانه بعبادته، ویسر لنا بلطفه العمیم أسبابھا من إرسال الرسل وإنزال الکتب وتقدیم ھداة معصومین وغیر ذٰلك.۔(مح)
۳ قولهٗ:(الرحمة مجازاً) وھٰھنا مجاز آخر؛ فإنّ الرحمة: رِقَّة الْقَلْبِ بحیث تقتضي الإحسان، والله تعالیٰ منزّه عن القلب.۔ فالمراد: غایةُ الرحمةِ، وھو الإحسان.۔
۴ قولهٗ:(تعظیماً وإجلالاً إلخ) ھٰذه الوجوه نكاتٌ بعدَ الوقوع فیكفي فیھا أدنیٰ توجیهٍ.۔ فلایرد: أنَّ عظمته تعالیٰ فوق عظمة الرسول وجلالهٖ، فیَلزمُ أن لایصرِّح باسم الله تعالیٰ، وأن لله صفاتٌ لایتبادرُ الذھنُ منھا إلا إلیه، فھي بمنزلة الأعلام له، فلِمَ لم یذكر صفة منھا!۔(ملخص: إسماعیل)
۵ قوله: (لایتبادر الذهن منه) لأن المطلق ینصرف إلی فرده الكامل، وكامل أفرادِ ’’مَنْ أرسَله الله تعالیٰ‘‘ نبیُّنا علیه السلام؛ فكأنه هو رسول الله.۔ (عب مِن شاه) مس
۶ قولهٗ:(مع ما فیه من التصریح) أي: اختار وصْفَ الرسالة للعِلة المذكورة مع أن في اختیار هٰذا الوصف تصریحاً بكونه -علیه السلام- مرسلاً۔.(عبد)