شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
وَجَعَلَ لَنا التَّوْفِیْقَ خَیْرَ رَفِیْقٍ۔. وَالصَّلاَةُ والسَّلامُ عَلیٰ مَنْ أَرْسَلَهُ هُدًی بـ’’الطَّریْق المُستَوِيْ‘‘ و’’الصِّراطِ المُستقِیمِ۔‘‘. ثمَّ المُراد بهِٖ۱ إما: نَفسُ الأمْر عُموماً۲، أو خُصوْصُ ملَّة الإسْلام؛ والأَوَّل أَوْلیٰ لحُصوْل البَراعَة الظاهِرَة۳ بالقِیَاس إلیٰ قسمَيِ الكتَاب۔. قولهٗ (وَجَعَلَ لَنَا): الظَّرْف۴ إمَّا: متعَلِّق بِـ’’جَعَلَ‘‘، و’’اللامُ‘‘ للانتِفاع۵، الطریق‘‘ كنایة عن’’الطریق المستوي‘‘،ولامضایقة فیه؛ فإنه یصح تفسیر ’’طویل النجاد‘‘ بـ’’طویل القامة‘‘؛ فسواء الطریق بمعنیٰ وسط الطریق، وهو كنایة عن الطریق المستوي.۔ (سل مِن شاه)مس ۱ قوله(ثم المراد به) لأن المتعارف عند المصنفین العمل ببراعة الاستھلال، وھي الإشارة في خطب کتبھم إلی المطالب المندرجة في ذٰلك الکتاب، والکتاب الحاضر في الأصل مشتمل علی قسمین: المنطق والکلام، وإن کان الموجود منه المنطق فقط۔. فإن کان المراد به مطلق طریق الحق، یکون براعة واضحة لکلا القسمین؛ فإن المنطق والکلام کلاھما طریقان للحق؛ بخلاف ما إذا کان المراد ملة الإسلام فقط؛ فإنه یصدق علی القسم الأخیر، وھو الکلام فقط؛ لأنه العلم المدون للاستدلال علی أصول الدین، ولایشمل المنطق إلا من حیث إنه مقدمة للکلام، فتکون البراعة بالنسبة إلی المنطق خفیة. ۔(مح ) ۲ قولهٗ:(إما نفس الأمر عموماً) أي: العقائد الحقة حال كونھا تعمّ عموماً؛ لشمولھا القواعدَ المنطقیة والعقائدَ الكلامیة؛ (أو خصوص ملة الإسلام) أي: إمّا المراد به ملة الإسلام الخاصة.۔ فإضافة الخصوص إلیٰ ملة الإسلام ’’إضافةُ الصفةِ إلی الموصوف‘‘۔.(عن) ۳ قولهٗ:(لحصول البراعةِ) البراعة شائِعَة في الخطب، وهي في الاصطلاح:كون الدیباجة مناسبة للمقصود، كما یذكر في دیباجة كتب النحو، مثلا: الرفع والنصب والجر، وغیر ذلك مما یبحث فیه عنه۔. (مر) مس ۴ قولهٗ: (الظرف) الظاھر أنّ قوله:’’لنا‘‘ ظرفٌ لغوٌ لامستَقَرٌّ، وحینئذٍ إمّا أن یتعلَّق بـ’’جَعَلَ‘‘ أوِ ’’التَّوْفِیْقُ‘‘ أوِ ’’الرَّفِیْقُ‘‘۔. (شس) الملحوظة: ویعبر عن الجار والمجرور بالظرف؛ لأنّ حکمه حکمُ الظرف من حیث احتیاجه إلی المتعلق، فھو ظرف حکماً. ۔(مح) ۵ قوله: (متعلق بـ’’جعل‘‘، واللام للانتفاع) فیه إشارة إلیٰ دفع ما قیل مِن: أن المعنیٰ علیٰ هذا التقدیر باطل؛ فإنه یلزم كون أفعال الله تعالیٰ معللة بالأغراض والغایات؟ وجه الدفع:أن اللام لیس لمعنی الغرض والغایة؛ بل للانتفاع، كما في قوله تعالیٰ: {جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَّالسَّمَاءَ بِنَاءً}۔. (مس) المحوظة: هذا إنما یلزم لو كان الغرض عائدا إلیه تعالیٰ، وهو ممنوع؛ بل هو إما لمصلحة العباد، أو لاقتضاء نظام العالم ذٰلك۔. (مع ملخصاً) مس