شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
وَقَدْ تُقَیَّدُ الْعَامَّتَانِ وَالْوَقْتِیَّتَانِ الْمُطْلَقَتَانِ بِـ’’اللاَّدَوَامِ الذَّاتِيْ‘‘، فَتُسَمَّی ’’الْمَشْرُوْطَةَ الْخَاصَّةَ‘‘، وَ’’الْعُرْفِیَّةَ الْخَاصَّةَ‘‘، وَ’’الْوَقْتِیَّةَ‘‘، وَ’’الْمُنْتَشِرَةَ‘‘.۔ واعْلَمْ أیْضاً أنَّ القَضِیَّة المُرَكَّبَة إنَّمَا تَحْصُل بتَقْیِیدِ قَضِیَّةٍ بَسِیْطَةٍ بِقَیْدٍ، مِثْل اللاَّدَوَام واللاَّضَرُوْرَة.۔ قَوْلهٗ (العَامَّتَانِ): أيِ المَشْرُوْطَةُ العَامَّةُ والعُرْفِیَّةُ العَامَّةُ.۔ قَوْلهٗ (وَالوَقْتِیَّتَانِ): أيِ الوَقْتِیَّةُ المُطْلَقَة وَالمُنْتَشِرَة۱المُطْلَقَةُ۔. قَوْلهٗ (أوْ بِاللاَّدَوَامِ الذَّاتِيِّ۲): وَمَعْنَی اللاَّدَوَام الذَّاتِيِّ: أنَّ هٰذِه النِّسْبَة المَذْكوْرَة فيْ القَضِیَّة لَیْسَت دَائِمَةً مادَام ذَاتُ المَوضُوْع مَوْجُوْدة، فَیَكوْن نَقِیْضُهَا۳وَاقِعاً اَلبَتَّة فيْ زَمَان مِنَ الأَزْمِنَة الثَّلاثَة؛ فیَكوْن إشَارَةً إلیٰ قَضِیَّة مُطْلَقَة عَامَّة مُخَالِفَةٍ ۱ قولهٗ: (أي الوقتیَّة المطلقة والمنتشرة) إنَّما قال لهما ’’الوَقْتِیَّتَان‘‘؛ لاعتبار الوقْت فیهما في الأوّل علیٰ سبیل التعیُّن، وفي الثاني علیٰ سبیل الانتِشَار، بخِلاف ما إذا قال ’’مطلقتین‘‘، فإنّه لعلَّه یَذْهَبُ الوَهْم إلیٰ أنّ المُراد ’’الضروریَّة المُطلقة والدائِمَة المُطلقة‘‘ مع أنّه لیس یصِحُّ تقییدُهما بـ’’اللادوام الذاتي‘‘، كما سیجيء۔. (سل) ۲ قولهٗ: (باللادَوَام الذاتي) إنما اعتَبَرُوا في مفهوم المَشْروطة الخاصَّة تَقْییدَ الحُكم بـ’’اللادوام الذاتي‘‘؛لأنّه المُعْتَبَر في مفهومه اصطلاحاً؛ وأما تقییدُه بـ’’اللادوام الوصفيِّ‘‘ والـ’’لاضرورِیَّة الوَصْفِیَّة‘‘ فغیرُ صحیح قَطْعا؛ لمُنافاتها الضرُوْرة الوصفیَّة المعتَبَرة في عامّها؛ وأمّا تقییده بقُیُود أخَر وإنْ كان صحیحاً- كـ’’اللاضرورة الأزلیة‘‘ أو ’’الذاتیَّة‘‘ أو غیرِهما- فلَمْ یُعْتَبَرْ فیه اصطلاحاً.۔ وقِسْ علیه نظائرَها۔. (نور) الملحوظة: اعلم! أن الجزء الثاني من هٰذه المركبات لایكون إلا نفي دوام، أو نفي ضرورة؛ فإن كان نفي دوام فنقیضه الدوام؛ -لأن نفي الدوام إطلاق، وقد علمت: أن نقیض المطلقة هي ’’الدائمة‘‘؛- وإن كان نفي ضرورة فنقیضه الضرورة؛ لأن نفي الضرورة إمكان، وقد علمت: أن نقیض الممكنة هي’’الضروریة‘‘۔.(مس) ۳ قولهٗ: (فیكون نقیضُها واقعة إلخ) فإذا قلنا: ’’كل إنسَان كاتب بالفعل لادائما‘‘ فالمعنیٰ: أنّ الكِتَابَة لیسَتْ بدائِمَة للإنسان مادام ذاتُ الإنسان مَوْجودة، وإذا لمْ تكنْ دائِمَة فیكون سلبُ الكتابة واقعا في زمانٍ من الأزمنة الثلٰثة البتة؛ فإن سلبَ الكِتَابة لو لم یكن واقعا بالفِعْل لزم أنْ یكونَ ثبوت الكتابة مُسْتَمِرا، هٰذا خلف۔. (سل)