شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
حَقِیْقَتُها مُرَكبَّةً مِنْ إیْجَاب وسَلْب بِشَرْط أنْ لاَّیَكوْن الجُزْءُ الثَّانِيْ فیْهَا مَذْكوْراً بعِبَارَة مُسْتَقِلَّة۱، سَوَاء كانَ فيْ اللَّفْظ تَرْكیْب، كقوْلنا: كُلُّ اِنسَانٍ ضَاحِكٌ بالفِعْل لادَائِماً، فقَوْلُنَا: ’’لادائِماً‘‘ إشَارَة إلیٰ حُكْم سَلْبِيٍّ، أيْ لاشَيئَ مِنَ الإنْسَان بضَاحِك بالفِعْل؛ أوْلَمْ یَكْن فيْ اللَّفْظ تَرْكِیْب۲، كقَوْلنا: ’’كلُّ إنْسَان كاتِبٌ بالإمْكان الخَاصِّ‘‘؛ فإنَّه فيْ المَعْنیٰ قَضِیَّتَان۳مُمْكِنَتَان عامَّتَان۴، أيْ كلُّ إنْسَان كاتِبٌ بالإمْكان العَامِّ، ولاشَيءَ مِنَ الإنسَان بكاتِب بالإمْكَان العَامِّ۔. وَالعِبْرَة فيْ الإیْجَاب والسَّلْبِ۵حینَئِذٍ بالجُزْء الأوَّل۶الذِيْ هُوَ أصْل القَضِیَّة.۔ ۱ قولهٗ:(بعبارة مستقلة) فإنّه لوْ كان مذكوراً بعِبارة مستقِلَّة -بأنْ یقال: ’’كلّ إنسان ضاحك بالفعل، ولاشيء من الإنسان بضاحك‘‘- لایسمیّٰ قضیة مركبة في الاصطلاح.۔(سل) ۲ قولهٗ: (أو لمْ یكنْ في اللَّفْظ تركیب) بأنْ لایدُلَّ بحَسَب اللغة؛ بلْ بحَسَب اصطلاحهم؛ فإنّ لفظ الإمكان الخاص بحَسَب اللغة لایدل علیٰ سَلْب النسبة المذكورة؛ بلْ بحَسَب الاصْطلاح. (عب) ۳ قولهٗ: (فإنه في المعنیٰٰ قضیتان) فإن الإمكان الخاصّ عِبارة عَن سلب الضرورة عَنِ الجانبین، فباعتِبَار سَلْب الضرورة عن جانب الإیجاب یحصل ’’قضیَّة سالبة مُمْكنة عامة‘‘، وباعتبار سَلْب الضَّرُوْرَة عن جانِبِ السَّلْب یحصِّل ’’موجبةً ممكنةً عامَّة‘‘۔. (سل) ۴ قولهٗ: (ممكنتان عامَّتان) هٰهنا بحث، وهو: أنّ الحكمَ بالبَسَاطة في غیر المُمْكنة العامّة ظاهر لاسُتْرَة فیه، وأما المُمْكِنة العامَّة ففیها خَفاء؛ إذ لو قلنا: ’’الممكنة العامّة مُشْتَمِلة علی الحكم في الجانِبِ المُوافِق‘‘ اتَّجَهَ أنها علیٰ هٰذا التقدیر مشتَمِلَة علیٰ حُكْمَیْن مُخْتَلِفتین، فكیف تكون بَسِیْطَة! وإنْ قلنا: ’’إنها لمْ تكنْ مشتَمِلة علی الحكم في الجانِبِ المُوافِق‘‘ -كما هو الظَّاهر من عباراتهم، وهو المَذكُوْر في شرح المَطَالِع- اِتَّجَه أنّ المُمْكِنَة لم تكنْ قضیَّة علیٰ هٰذا التقدیْر، فَمَا الْوَجْهُ في جَعْلِها بسیطةً! اللّٰهمَّ إلا أن یتمسَّك بالتجوُّز۔. (نور) ۵ قولهٗ: (والعبرة في الإیجاب والسلبِ) دفعٌ لِمَا استَشْكله المُعلِّم الثاني مِنْ: أنّ حقیقة القضیَّة المُرَكبة لَمَّا كانتْ مُرَكبة من الإیجاب والسَّلب فكانت كالخُنْثی المُشْكل، فهي لیستْ بمُوْجِبَة ولاسالِبَة، فانحِصَار القضیَّة فیهما باطِل!. (عب) ۶ قولهٗ: (بالجزء الأوّل) یعني أنّ الاعتبار في كَوْن القضیَّة المُرَكبة موجبةً وسالبةً بالقضیة الأولَی المَفْهومةِ بالعِبارة المُسْتَقِلَّة؛ لكَوْنِهَا أصْل القضیَّة، فلو كانتْ موجِبَة یكون القضیَّة المركبة ’’موجِبَة‘‘، ولوكانتْ سالبة فتسمّٰی ’’سالبةً‘‘، فقولنا: ’’كلُّ إنسان ضاحِك بالفِعْل، لادائما‘‘ موجبةٌ، و’’لاشيءَ من الإنسان بكاتب بالإمكان الخاصِّ‘‘ سالبة۔. (سل)