شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
ومَحصوْل كَلام المُصنِّف فيْ تِلكَ الحاشِیَة أنَّ الھدایَة تَتَعدَّی إلی المَفعوْل الثَّانيْ تارةً بنَفسِه، نحوُ: {اھْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِیْمَ}؛ وتارَةً بِـ إِلیٰ ۱نحوُ: {والله یَھدِيْ مَنْ یَّشَاءُ إِلٰی صِرَاطٍ مُّسْتَقِیْمٍ}؛ وَتارَةً باللاَّم، نحوَ: {إِنَّ ھٰذَا الْقُرْآنَ یَھدِيْ لِلَّتِيْ هِيَ أَقْوَمُ}، فمَعنَاھا عَلی الاستِعمَال الأوّل: ھوَ الإیْصَال، وعلَی الباقیَیْن: إراءَةُ الطَّریْق.۔ قوْلهٗ: (سَواءَ الطَّریْقِ): أيْ وَسَطهُ۲الذيْ یُفضِي سَالكَهُٗ إلَی المَطلوْبِ البَتَّة۔. وھٰذا كنایَةٌ۳عنِ الطریْقِ المُستَويْ؛ إذْ ھما مُتلازِمان، وهٰذا مُرادُ مَنْ فسَّرهٗ۴ ۱ قولهٗ:(وتارةً بإلیٰ) إذ قد عرفت ھٰذا، فاعلم! أنّ تقدیر {وَأَمَّا ثَمُوْدُ} إلخ: وَأَمَّا ثَمُوْدُ فَھَدَیْنَاھُمْ إِلی الْحَقِّ أَو للحق، وتقدیْرَ {إنك} إلخ: إِنَّكَ لاتَھْدِيْ مَنْ أَحْبَبْتَ الحقَّ۔. ۲ قوله (وسطه): أي: وسط الطریق الذي یوصل السالك إلی المطلوب قطعاً؛ وذٰلك فإن الطریق الأصلي واحد، وھو طریق الفطرة إلی اللّٰه، ثم یتشعب الطرق الباطلة منه؛ والأنبیاء یھدون الناس إلی وسط الطریق لیأمنوا من الوقوع في الشعب؛ لأن الشعب تنشعب من طرفي الطریق الأصلي وحافتیه عادة، فمن سلك وسط الطریق فقد سلك الصراط المستقیم والطریق المستوي، ومن کان في الطریق المستقیم فھو في وسط الطریق؛ وھذا ھو المراد بقوله: ’’إذ ھما متلازمان‘‘۔(مح) و’’وسطُ الطریقِ‘‘ كنایةٌ عن الطریقِ المستوي؛ لأن سواء الطریق لمّا كان لازماً لوسط الطریق، فذَكَر الوسط وأراد الاستواء۔. (عب مِن شاه) محمد إلیاس ۳قولهٗ:(كنایة إلخ)، الكنایة: لفظ قُصِدَ بمعناه معنیً ثانٍ یكونُ ملزوما للأوَّل، مثل ’’طویل النِّجاد‘‘؛ فإنه كنایة عن طویل القامة، وكذا ’’سواءُ الطریق‘‘ كنایةٌ عن الطریق المستوي؛ فإنّ معنیٰ سواء الطریق: وَسَطُ الطریق، وھو لازم للطریق المستوي.۔ (سل) ۴قولهٗ:(ھٰذا مراد من فسَّره) دفع إیراد یرد علی المحقق الدواني، حیث فسَّر قولَ المصنف: ’’سواء الطریق‘‘ بـ’’الطریق المستوي والصراط المستقیم‘‘۔. تقریره: أن هذا التفسیر یشتمل علیٰ تكلفات ثلاثة؛ لأنه جعل ’’السواء‘‘ بمعنی الاستواء، ثم استعمله بمعنی المستوي، ثم جعل الإضافة من قبیل إضافة الصفة إلی الموصوف؛ ولا یخفیٰ: أنه مع مخالفة اللغة تكلف وتعسف أیضا.۔ فأجاب من جانبه بقوله: ’’وهذا مراد‘‘ إلخ؛ ومحصل الجواب: أن هذا التفسیر لیس ترجمة اللفظ وبیان أصل التركیب، حتیٰ یكون مفضیا إلی التكلفات الثلاثة المذكورة؛ بل هو إشارة إلیٰ أن ’’سواء