شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
أوْ مَادَامَ وَصْفُهُٗ، فَـ’’مَشْرُوْطَةٌ عَامَّةٌ‘‘.۔ أوْ فِيْ وَقْتٍ مُعَیَّنٍ، فَـ’’وَقْتِیَّةٌ مُطْلَقَةٌ‘‘.۔ أوْ غَیْرِ مُعَیَّنٍ، فَـ’’مُنْتَشِرَةٌ مُطْلَقَةٌ‘‘.۔ أوْ بِدَوَامِهَا مَا دَامَ الذَّاتُ، فَـ’’دَائِمَةٌ مُطْلَقَةٌ‘‘.۔ الرَّابِع: أنَّها ضَرُوْرِیّة فيْ وَقْت مِنَ الأَوْقَات، كقَوْلنَا: كلُّ إنْسَان مُتَنَفِّس بالضَّرُوْرَة وَقْتاً مَّا۱، وَلاشَيءَ مِنَ الإنْسَان بمُتَنَفِّس بالضَّرُورَة وَقتاًمَّا، فَتُسَمّٰی ’’مُنْتَشِرَةً مُطْلَقَةً‘‘ لِكَوْنِ وَقْت الضَّرُورَة فِیْها مُنْتَشِراً أيْ غَیرَ مُعیَّن، وعَدمِ تَقْیِیدِ القَضِیَّةِ باللاَّدَوَامِ۲.۔ قَوْلهٗ (فَدَائِمَةٌ مُطْلَقَةٌ): والفَرْق بَیْنَ الضَّرُوْرَة والدَّوَام: أنَّ الضَّرُورَة هِيَ استِحَالَة اِنْفِكاك شَيءٍ عَنْ شَيءٍ؛ والدَّوَام: عَدَمُ انْفِكاكِه عَنه۳وَإنْ لمْ یَكُنْ ۱ قولهٗ: (وقتًا مَّا) وهو زمان اِنْبِسَاط النَّفَس، كما أنّ عَدَم التنفُّس یكون وقت اِنْقِبَاض النَّفَس۔. (عب) ۲ قولهٗ: (وعَدَمِ تَقْیید القَضیَّة باللاَّدوام) كما یُقَیَّد المشروطةُ الخاصّة والعرفیَّةُ الخاصّة والوقتیَّةُ وغیرُها، علیٰ ماسیجيء تفصیلاً۔ . (سل) ۳ قولهٗ: (والدوام عَدَم انْفِكاكه عنه) فالدوام أعمّ من الضرورة؛ فإنّ الشيء كلَّما استحال انفكاكه عن الشيء الآخر یكون ثبوتُه له دائماً البَتَّة؛ وإلا فیكون مُنْفَكًّا عنه في بعض الأوْقات، فیلزَمُ وقوع المُحال؛ بخِلاف ماإذا كان الشيءُ غیرَ مُنْفَكٍّ عن الآخَر، فإنه لایستلزم أنْ یكون ثبوتُهٗ له ضروریاً؛ لجَواز أنْ یكون الانفكاك مُمْكِنا غیرَ واقع، فإنّ الممكن لایَجِب وقوعُه بالفِعْل، كدوام الحَرَكة للفَلَك.۔ وفي التمثیل بمادّة افتراق الدوام عنِ الضَّرُوْرَة إشارة ضِمْنِیَّة إلیٰ أنّ الدوام أعمُّ من الضرورة؛ فإنّ تحقُّق الدوام -كلَّما تحقَّقَتِ الضرورةُ- ظاهرٌ۔. (سل) الملحوظة: اعلم! أن الدائمة المطلقة أعمُّ من الضروریَّة.۔ وأوْرِد علیه: بأنّ المُمكن لایدوم إلا لعلَّة تَجِب، إما بذاتِها أو بواسِطَة اِنْتِهَاءِ هَا إلیٰ مایجب بذاته، ومع وجود العلة یَجِب وجودُ المَعْلُوْل، فالدَّوام لایخلُوْ عن الضَّرُوْرِیَّة بالمعنی الأعمِّ -الذي هو المراد هٰهنا- أعني: امتِنَاع الانْفِكَاك، سواء كان ناشِیاً عن ذات الموضوع؟ والجوابُ: أنّ هذه النسبة بحسب النَّظر الجَلِيِّ إلیٰ مفهوم القضایا مع قطع النظر عن الأصُوْل الفلسَفِیَّة ودقائِقِها؛ فإنّ العقل في بادي النظر یُجَوِّز انفكاك الدوام عن الضرورة، ولیسَ من وظائف الفنّ بناءُ الكلام علیٰ تلك الأصُوْل۔. (شس)