شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
ثُمَّ قَدْ یُصَرَّح فِيْ القَضِیَّة بأنَّ تِلكَ النِّسبَةَ مُكَیَّفةٌ فيْ نَفسِ الأمْرِ بِكَیفِیَّةِ كذا، فالقَضِیَّةُ حِینئِذٍ تُسَمّٰی ’’مُوَجَّهَةً‘‘۱؛ وَقَدْ لایُصَرَّح بذٰلك فَتُسَمّٰی القَضِیَّةُ ’’مُطْلَقةً‘‘۲؛ واللَّفْظ الدَّالُّ عَلیْها فيْ القَضِیّةِ المَلفُوْظةِ، والصُّوْرَةُ العَقْلیَّة الدَّالَّةُ عَلیْها فيْ القَضِیَّةِ المَعْقُوْلةِ تُسَمّٰی ’’جِهَةَ۳القَضِیَّةِ‘‘؛ فإنْ طابَقَتِ الجِهَةُ المَادَّةَ صَدَقَتِ القَضِیَّةُ، كقوْلنَا: كلُّ إنْسَانٍ حَیَوانٌ بالضَّرُوْرَة؛ وَإلاَّ كَذَبَتْ۴ كقَوْلنا: كلُّ إنْسَان حَجَر بالضَّرُوْرَة۵. قَوْلهٗ (فَإِنْ كَانَ الحُكْمُ فِیْهَا۶بِضَرُوْرَةِ النِّسْبَةِ إلخ): قَدْ یَكوْن الحُكْمُ فيْ القَضِیَّة المُوَجَّهَة -بأنَّ النسبَةَ الثُّبوتِیَّةَ أوالسَّلْبِیَّة ضَرُوْرِیّةٌ أيْ مُمْتَنِعةُ الانْفِكاك ۱ قولهٗ: (تُسمّٰی موجَّهة) لاشتمالها علی الجِهَة، وقد تُسمّٰی ’’رباعیَّة‘‘ أیضاً؛ لكونها حینئذٍ مشتَمِلة علیٰ أربعة أجزاء، رابعها هي: الجِهَة۔ . (سل) ۲ قولهٗ: (فتُسمَّی القضیَّة مطلقةً) لِعَدَم كونها مقیَّدة بالجِهَة، فالقضیة الحملیَّة باعتبار الجِهَة مُنْقَسِمَة إلیٰ: موجَّهَة ومُطلَقَة۔. (عب) الملحوظة: جدول البسائط کلها سیجیء فی ضمن قول الماتن ’’فهذہ بسائط‘‘. ۳ قولهٗ: (تُسَمّٰی جِهَة القضیَّة) لأنّها تدُلُّ علیٰ جهة النسبة وحالها، فالفرق بین الجهة والمادة: أنّ الأوّل دالٌّ، والثاني مَدْلوْل۔. واعلم! أن الكیفیة من الضرورة والدوام، واللاضرورة واللادوام تسمی ’’مادة القضیة‘‘، واللفظ الدال علیها تسمی ’’جهة القضیة‘‘۔. (مس) ۴ قولهٗ: (وإلا كَذَبَتْ) إن قُلْتَ: إنّ الجِهَة قد تكونُ غیرَ مطابِقَة للمادَّة، والقضیّةُ صادِقة -نحو: كل إنسان حیَوان بالإمكان العام-؛ فإنّ المادّة مادة الضرورة؟ قلتُ: الإمكان العام أعمّ من الضرورة، فالجهة مطابِقَة للمادّة بمعنیٰٰ أنه لیسَ مبایناً لها۔. (سل) ۵ قولهٗ: (كل إنسان حَجَر بالضرورة) لو قال: ’’كلُّ إنسان كاتب بالضرورة‘‘ لكان أولیٰ؛ لأنّ كِذْبه لیس إلا لِعَدَم مُطَابَقَة الجِهَة المَذكورةِ فیه للمادَّة، بخلاف ’’كل إنسان حجر بالضرورة‘‘؛ فإن كذبه لمخالفة النسبة لِكَیفیَّة النفس الأمریَّة، كما لایخفیٰ۔.(عب، شاہ) مس ۶ قولهٗ: (فإنْ كان الحكم إلخ) ثمّ المُوَجَّهَة: إما بسیطة أو مركبة، فالبسیطة: هي التي حقیقتها إما إیجاب فقط، أو سَلْب فقط؛ والمُرَكَّبة: مایكون بحَسَب نفس مفهومها وحقیقَتِها مُلْتَئِمَة من إیجاب وسلب، أو سلب وإیجاب۔. فقَدَّمَ المصنِّف البسائطَ لتقدُّمها علیٰ المرَكبات وضعاً۔. (شس)