شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وَقَدْ یُصَرَّحُ بِكَیْفِیَّةِ النِّسْبَةِ فَـ’’مُوَجَّهَةٌ‘‘، وَمَا بِهِ الْبَیَانُ جِهَةٌ؛ وَإِلاَّ فـَ’’مُطْلَقَةٌ‘‘: فَإِنْ كَانَ الْحُكْمُ فِیْهَا بِضَرُوْرَةِ النِّسْبَةِ مَادَامَ ذَاتُ الْمَوْضُوْعِ مَوْجُوْدَةً، فَـ’’ضَرُوْرِیَّةٌ مُطْلَقَةٌ‘‘.۔ حَرْف السَّلْب جُزْءً مِنْ طَرَفَیْها تُسَمّٰی ’’مُحَصَّلَة‘‘۱.۔ قَوْلهٗ (بِكَیْفِیَّةِ النِّسْبَةِ): نِسْبَةُ المَحْمُوْل إلَی المَوْضُوْع، سَوَاءٌ كانَتْ إِیْجَابِیَّةً أو سَلْبِیَّةً۲، تَكُوْن لامَحَالَة مُكیَّفَةً فيْ نَفْس الأَمْر وَالوَاقِع بِكَیفیَّةٍ، مِثْل الضَّرُوْرَة، أوِ الدَّوَام، أوِالإمْكَان، أوِالامْتِنَاع، أوْغَیْرِ ذٰلكَ؛ فَتِلكَ الكَیْفِیَّة الوَاقِعَة فيْ نَفْس الأَمْر تُسَمّٰی ’’مَادَّةَ القَضِیَّة‘‘۳. ۱ قولهٗ: (تسمّٰی محصَّلة) فإنّه لمَّا لم یكنْ حرف السَّلب جزءً من طَرَفیها، فكل من طرفَیْها وجودي محصَّل، سواء لم یكنِ السَّلْب فیه موجوداً -نحو: كلُّ إنسان حَیَوان- أو یكون؛ لٰكن لاعلیٰ طریق الجزئیة، نحو: كلُّ إنسان لَیْسَ بحَجَر۔. واعْلَم! أنّ بعضهم خصُّوا اسم المحصَّلة بالموجِبَة وسمَّوْا السالبةَ ’’بَسِیْطَة‘‘، نظراً إلیٰ أنّ حرف السَّلب لیس جزءً ا لها، و’’البسیط‘‘ ما لاجزء له. ۔(سل) الملحوظة! أن الاعتبار في كون القضیة موجبة أوسالبة هو بإیقاع النسبة وثبوتها، أو بانتزاع النسبة ونفیها؛ فمتی كانت النسبة واقعة فالقضیة موجبة وإن كان طرفاها عدمیَّین، نحو:اللاحي لاعالم؛ ومتیٰ كانت النسبة مرفوعة فالقضیة سالبة وإن كان طرفاها وجودیین، نحو: لا شيء من المتحرك بساكن۔ ۲ قولهٗ: (سواء كانت إیجابیة أو سلبیة) هٰذا صریح في أنّ المادّة تكون للنسبة السَّلْبیّة كما تكون للنِّسْبة الإیجابیّة۔. وقال الشیخ في ’’الشفاء‘‘ ما محصله: إن حال المحمول في نفسه عندَ الموضوع بالنسبة الإیجابیة من دوام صِدْق أو كِذْب أو لادَوَامِها مادةً، فإما: أنْ یدوم الإیجاب فهو ’’واجبٌ‘‘ أو یكذِب الإیجاب دائماً فهو ’’ممتَنِعٌ‘‘، أو لایدوم الإیجاب ولایكذب دائماً فهو ’’الإمكان‘‘؛ وهٰذه المادة بعینها للسالبة؛ فإنّ محمولها یكون متَّصِفا بأحد هٰذه الأمور عند الإیجاب وإن لم یكن أوجب.۔(عح) ۳ قولهٗ:(تسمّٰی مادة القضیة) لأن مادة الشيء هي: مایتركب عنه ویكون أصلاً لها؛ فمادَّة القضیة أصلها، وهي: الموضوع، والمحمول، والنسبة؛ ولٰكنّ أشرف هٰذه الأجزاء الثلاثة هو النسبة، وتلك الكَیْفیة الثابِتَة في نفس الأمْرِ لازمة لها، فسُمِّیَت تلك الكیفیةُ ’’مادةً‘‘ تسمیةً لِلازم الجزءِ الأشْرَف باسْمِ الكلّ۔. (عب)