شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
كُلَّ مَا لَوْوُجِد في العَقْل، ویَفْرِضُه العَقْل شَریْكَ البَارِي، فهُوَ مَوْصُوْف فيْ الذِّهْن بالامْتِنَاع۱، وهٰذا إنَّمَا اعْتَبَرُوهُ في المَوْضُوْعَات التيْ لیْسَت لهَا أَفْرَادٌ مُمْكِنَةُ التحقُّقِ في الخَارِج۔. قوْلُهٗ (حَرْفُ السَّلْبِ): كـ’’لا‘‘ وَ’’لَیْسَ‘‘ وغَیْرِهِمَا ممَّا یُشَارِكَهمَا فيْ مَعْنَی السَّلْب.۔ قَوْلُهٗ (مِنْ جُزْءٍ): أيْ مِنَ المَوْضُوْع فَقَطْ، أوْ مِنَ المَحمُوْل فقَطْ، أوْ مِنَ كِلَیْهما؛ فالقَضِیَّة عَلَی الأوَّل تُسَمّٰی ’’مَعْدُوْلَةَ المَوْضُوْعِ‘‘، وعَلَی الثَّانيْ ’’مَعْدُوْلَةَ المَحْمُوْلِ‘‘، وعَلَی الثَّالِث ’’مَعْدُوْلَةَ الطَّرَفَیْن‘‘۔. قَوْلهٗ (مَعْدُوْلَةً): لأنَّ حَرْف السَّلْب۲مَوْضُوْع لِسَلْب النِّسْبَة، فإذا اسْتُعْمِل لافيْ هٰذا المَعْنیٰ۳كانَ مَعْدُوْلاً عَنْ مَعْنَاه الأصْلِيِّ، فسُمِّیتِ القَضِیَّةُ التيْ هٰذا الحَرْفُ جُزْءٌ مِنْ جُزئَیها ’’مَعْدُوْلَةً‘‘، تَسْمِیَةً للكُلّ باسْم الجُزْء؛ والقَضِیَّةُ التيْ لایَكُوْن ۱ قولهٗ: (فهو موصوف في الذهن بالامتناع) أي: مطلقاً وفي نفس الأمر، ولامنافاة بین فرض شيء موجوداً وبین الحكم علیه بالامتناع في نفس الأمر۔ .(شاہ) ۲ قولهٗ: (حرف السَّلْب) في تعریف المصنِّف للـ’’مَعْدولة‘‘ مُسَامَحَة من وجوهٍ: أحدُها: أنّ الموافق لاصطلاح الفنّ أنْ یقال: ’’أداة السلب‘‘، وثانیها: أنّ الظاهر أنْ یقال: ’’لفظُ السلب‘‘؛ لیتناول لفظ ’’الغیر‘‘، وثالثها: أنّ الحَرْف لایكون جزءًا إلا للقضیَّة المَلْفوظة، ولایلزَمُ في المَعدولة أنْ یكُوْنَ لفظ القضیة مشتَمِلَة علیٰ حرف السلب؛ فإنَّ قولنا: ’’زید أعمیٰ‘‘ مَعْدولة، مع أنه لیس في لفظه حَرْف سَلْب، فلابدّ من تقدیر مضافٍ، أي: معنیٰٰ حرفِ السَّلْب، ورابعها: أن السالبة المحصلة داخلة في التعریف؛ لأن معنیٰ حرف السلب جزء من جزء ها، وهو: النسبة، فلابدَّ من تخصیص الجُزْء بأحد الطَّرَفین۔. فالأخْصَر الأوْضح أنْ یقال: وَقَد یُجْعَلُ السلبُ جزءًا مِنْ طَرَف. (شس) ۳ قولهٗ: (فإذا استُعمِل لافي هٰذا المعنیٰ) أي: إذا استُعْمِلَ الحرف المَوضوع لسَلْب النسبة في غیر ذٰلك المعنی الموضُوْع له، وذٰلك الغیر هو كونُهٗ جزءً ا مِن أحَدِ الطَّرَفین أو كِلَیْهما صار مَعْدُوْلاً عن معناه الأصليّ، فالمعدُوْل في الحقیقة هو جزء القضیة، وأُطلِق هٰذا الاسم علی القضیة۔.(سل)