شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
والطَبْعِیَّة لایُبحَث عنْها في العُلوْم أصْلا؛ فإنَّ الطَّبَائِع الكلیَّة من حَیْثُ نَفْس مَفْهوْمِها۱-كمَا هُوَ مَوضُوْع الطَبْعِیَّة، لامِنْ حَیْثُ تَحَقُّقهَا۲في ضِمْنِ الأشْخَاص- غَیرُ مَوْجُوْدَة فيْ الخَارِج۳، فلاكمَال۴فيْ مَعْرِفَة أحْوَالِها؛ فانْحَصَرَتِ القَضَایا المُعْتَبَرة فيْ المَحْصُوْرَات الأرْبَع.۔ قوْلهٗ (وَلابُدَّ فِيْ المُوْجِبَةِ): أي في صِدْقِها۵مِنْ وُجُوْد المَوْضُوْع؛ وذٰلكَ لأنَّ الحُكْم فيْ المُوْجِبَة بِثُبُوْت شَيءٍ لشَيْءٍ، وثُبوْتُ شَيءٍ لشَيءٍ فَرْع ثُبوْت المُثْبَت لهُ۶، أعْنِي المَوْضُوْع؛ فإنَّما یَصْدُق هٰذا الحُكْم إذا كانَ المَوضُوْع مُحَقَّقا مَوْجُوْدا، إمَّا في الخارِج إنْ كانَ الحُكْم بثُبُوْت المَحْمُوْل له هُنَاك، أوْ فيْ الذِّهْن كذٰلكَ۔. ثُمَّ القَضَایا الحَمْلیَّة المُعْتبَرة باعْتِبَار وُجُوْد مَوْضُوْعِها لَهَا ثَلاثَةُ أقْسَام: لأنَّ ۱ قولهٗ: (من حیث نفس مفهومها) قد جری المُحشِّي هٰهنا مسلكه السابقَ: حیث جَعَل ’’موضوع الطبیعة نفسَ الطبیعة من حیث هي هي‘‘، مع أنّ موضوعَها هو الطبیعة مع عموم لِحاظها في الأفراد، ویمكن أنْ یقال: المُراد نفس الطبیعة مع قطع النظر عن الأفراد، وهٰذا معنیٰٰ قوله: ’’من حیث هي هي‘‘ وقولِه: ’’من حیث نفس مفهومها‘‘؛ وحینئذٍ لاإشكال۔. (عب) ۲ قولهٗ: (لا من حیث تحققها) فإنّ الطبائع من هذه الجِهة موجودة في الخارج ومبحوثة عنها أیضاً، كما في المَحْصورات؛ فإنّ الحُكم فیها علی الطبیعة الكلیة من حیث كونها منطَبِقَةً علی الأفراد۔. (سل) ۳ قولهٗ:(غیر موجودة في الخارج) لأنّ الطبیعة الكلیة من حیث هيَ هيَ مَعروضة للكليّ المَنطِقي، وقد عرفتَ أنّ مَعروضَه كلي عقلي لاوجودَ لها في الخارج.۔ ۴ قولهٗ: (فلاكمال إلخ) إذ كمال الإنسان بالحكمة، وهي: ’’عِلْم بأحْوال أعیان المَوْجودات علیٰ ما هي علیه‘‘ بقَدْر الطاقة البشَریّة؛ والأعیانُ المَوجودات هي المَوجوداتُ الخارجیة۔.(عب) ۵ قولهٗ: (أي في صدقها) لافي ذاتها، أي: لیس ذات القضیة الحملیَّة الموجِبَة موقوفة علیٰ وجود موضوعِها؛ إذْ قد یقال: زید قائم حین عَدَمه فهو حملیة؛ لكنَّه كاذب۔. (عب) ۶ قولهٗ: (فرع ثبوت المُثْبَت له) فیه: أنه منقوض بـ’’الوجود‘‘ في قولنا: زید موجود؛ فإنّ ثبوته لوْكان فَرْعا لثبوت المُثْبَت له، فهٰذا الثبوت إمّا عَیْن ذٰلك -فیلزم تقدُّم الشيء علیٰ نفسه- أو غیرُه، فیلزَمُ كونُ الشيء الواحد موجوداً لِوجودین.۔ ویمكن أنْ یقال: إن الفَرْعِیَّة مُقتَضیٰ نفس الثبوت وإن تخلفتْ هٰهنا باعتبار خصوصیّة الطَّرَفین، فلاضیر. فتدبر. (عح)