شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وَإِلاَّ فَشَرْطِیَّةٌ، وَیُسَمَّی الْجُزْءُ الأوَّلُ ’’مُقَدَّماً‘‘، وَالثَّانِيْ ’’تَالِیاً‘‘.۔ لم یَجِدُوا فيْ تلْك اللُّغَة رابِطَة غیرَ زمانیةٍ -تقوْمُ مَقامَ ’’هَسْت‘‘ فيْ الفَارسِیَّة، و’’اِستَنْ‘‘ فيْ الیُونانِیَّة-، فاسْتَعارُوا۱للرَّابِطَة الغَیرِ الزَّمانیَّة لفْظَةَ ’’هوَ‘‘و ’’هيَ‘‘ ونَحْوهمَا، معَ كونِهمَا في الأصْل أسْمَاءً لاأدَوَاتٍ؛ فهٰذا ما أشَار إلیه المُصَنِّف بقَوْله: ’’وَقَدِ اسْتُعِیْرَ لَهَا هُوَ‘‘۔. وقَدْ یُذْكَر۲للرَّابِطة الغَیرِ الزَّمانیَّة أسْمَاءٌ مُشتَقَّةٌ مِنَ الأَفْعَال الناقِصَة، نحوَ: ’’كائِنٌ‘‘ و’’مَوْجوْدٌ‘‘ فيْ قَوْلنا: زیدٌ كائِنٌ قائِماً، وأُمَیْرِسُ۳مَوْجودٌ شاعراً.۔ قوْلهٗ (وَإلاَّ فَشَرْطِیَّةٌ۴): أيْ وإنْ لمْ یَكنِ الحُكْم بثُبوْت شَيءٍ لشَيءٍ أو نَفْیِه عنهٗ فالقَضیَّة شَرْطِیَّة، سَواءٌ۵كانَ الحُكْم فیها بثُبوْت نِسْبَة۶عَلیٰ تَقدِیْرِ نسْبَة ۱ قولهٗ: (فاستعاروا) والاستعارة هٰهنا مستعملة في المعنی اللغوي دون الاصطلاحي، فلایرد: أنه لابد في الاستعارة من المناسبة بین المستعار منه وبین المستعار له! فإن هٰذا في الاستعارة الاصطلاحیة۔. (سل) ۲ قولهٗ: (وقد یذكر إلخ) دفع لما یتوهم من: أن الأسماء المشتقة من الأفعال الناقصة أي الوجودیة أیضاً روابط زمانیة؛ لأن اسم الفاعل والمفعول أیضا موضوع للزمان، ولهٰذا قالوا: إنه حقیقة؛ ولعل وجه ذكرهم إیاها للرابطة الغیر الزمانیة؛ لأن المراد بالاقتران في الفعل: اقتران الحدث بأحد الأزمنة في الفهم، وسلب هٰذا الاقتران معتبر في الاسم۔. فإن قیل: لما وجدوا الرابطة الغیر الزمانیة اسماء مشتقة من الأفعال الناقصة فلاحاجة إلی الاستعارة بلفظ ’’هو‘‘ ونحوه؟ قیل: إن اسماء المشتقة من الأفعال الوجودیة قلیل الاستعمال في الربط. (عب)مس ۳قولهٗ: (و أُمَیْرِس) بضم الأوّل وفَتْح الثاني وسكون الیاء التحتانیة وكسر الرابع؛ اسم رجل۔. (عب) ۴ قولهٗ: (فشرطیة) إنما سمّیت بـ’’الشرطیة‘‘؛ لوجود أداة الشرط فیها. وَیرد علیه: أنّ هٰذا في المتصلة فظاهر، وأما في المنفصلة فمشكل! والجواب عنه: أنّ تسمیة المنفصلة بـ’’الشرطیة‘‘ باعتبار خروج حكمٍ ضِمْنِي، مثلاً معنیٰ قوله: ’’العدد إما زوج أو فرد‘‘ إن كان فرداً فلیس بزوج، وإنْ كان زوجاً فلیس بفَرْد۔. (مس) ۵ قولهٗ: (سواء كان إلخ) اعلمْ! أنّه لاخلاف بین أهل المیزان وأهل العرب في أن الحكم في الشرطیَّة بینَ المقدَّم والتالي، نعم! كلام السكاكي في ’’المفتاح‘‘ یُشْعِر بأنّ الحكم في الجزاء، والشرطُ قیدٌ له بمنزلة الظرف أو الحال؛ فمعنیٰ قولنا: ’’إنْ كانتِ الشَّمْس طالعة فالنهار موجود‘‘ النهارُ موجود حالَ طلوع الشمس أو وَقْت طلوعه، كذا قال السید الشریف في حاشیة المطوَّل۔.