شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
قَوْلهٗ (بِالفَصْلِ القَرِیْبِ۱): التَّعْرِیف لابُدَّ لهٗ أَنْ یَشْمَل عَلیٰ أَمْر یَخْتَص بالمُعَرَّف وَیُسَاوِیه، بِنَاءً عَلیٰ مَاسَبَق مِنْ اِشْتِرَاط المُسَاوَاة، فَهٰذا الأَمْر إنْ كانَ ذَاتِیًّا كَانَ ’’فَصْلا قَرِیْباً‘‘، وَإِن كَانَ عَرضِیًّا كَانَ خَاصَّة لامَحَالَة، فَعَلَی الأَوَّل یُسَمّٰی المُعَرِّف ’’حَدّاً۲‘‘، وَعَلَی الثَّانِي ’’رَسْماً‘‘۳. ثُمَّ كُلٌّ مِنْهُمَا۴إنِ اشْتَمَل عَلَی الجِنْس القَرِیْب یُسَمّٰی ’’حَدًّا تَامًّا‘‘ وَ’’رَسْماً تَامًّا‘‘، وَإِن لمْ یَشْتَمِلْ عَلَی الجِنْسِ القَرِیْب سَوَاءٌ اشْتَمَل عَلَی الجِنْس البَعِیْد، أَوْ كانَ هُنَاك فَصْلٌ قَرِیْب وَحْدَه۵، أوْ خَاصَّةً وَحْدَها، یُسَمّٰی ’’حَدًّا نَاقِصاً‘‘ وَ’’رَسْماً نَاقِصاً‘‘.۔ هٰذا مُحَصَّل كَلامِهِم، وَفِیْه أَبْحَاث۶ لایَسَعُهَا المَقَام.۔ ۴ قولهٗ: (ولا مساویاً له في الخفاء والظهور) كتعریف أحد المتضایفین بالآخر، كأن یقال: ’’الأبُ مَن له ابن، والابن مَن له أب‘‘. وفي قوله: ’’في الخفاء والظهور‘‘ إشارة إلی أن مراد المصنف من قوله: ’’المساوي معرفة‘‘ هو التساوي في الظهور والخفاء، نظرا إلیٰ: أن التساوي معرفة یستلزم التساوي جهالة۔. (نور، سل) مس ۱قولهٗ: (بالفصل القریب حد) یفیدُ أنّ مدارِیَّةَ الحدِّ كونُه بالفصل القریب، و’’بالخاصة رَسْم‘‘ یفید أنّ مدار الرَّسْمِیة كونُه بالخاصة. (شیخ الإسلام) ۲قولهٗ: (حدًّا)لأنّ الحد في اللغة: المَنْع، وهٰذا المعرِّف أیضاً یمنع دخول غیر المعرَّف فیه۔. (عن) ۳ قولهٗ: (رسماً) لأنّ الرسْم هو: الأثر، وخاصة الشيء أثر من آثاره، ولما كان هٰذا التعریف بخاصة المعرَّف -أي: بأثره-، سُمِّي رَسْماً۔. (عب) ۴قولهٗ: (ثم كل منهما إلخ) فقد ظهر أن المعرِّف أقسام أربعة: الأوّل: الحد التام، وهو بالفصل والجنس القریبین؛ الثاني: الحد الناقص، وهو بالفصل القریب وحدَه أو به وبالجنس البعید؛ الثالث: الرسم التام، وهو بالخاصة والجنس القریب؛ الرابع: الرسم الناقص، وهو بالخاصة وحدَها أو بها وبالجنس البعید۔. (شیخ) ۵قولهٗ: (فصل قریب وحدَه) هٰذا عند مَن یجوِّز التعریف بالمُفْرد، ومنهم المصنف؛ حیث عرف النَّظْر بــ’’ملاحظة المَعْقول لتحصیل المجهول‘‘ ولم یعتَبِر الترتیب۔. (نور) ۶ قولهٗ: (أبحاث) منها: أن الحد التام -كالحیوان الناطق- لایجوزُ حَمْله علیٰ معرَّفه، وهو الإنسان؛ لأن الحَمْل یقتضي التغایر، والحد التام عینُ المحدود، فكیف یكون قِسْما من المعرَّف الذي أخِذ الحمل فیه؟. والجواب أنّ مصحِّح الحمل هو التغایُر من وجهٍ مع الاتِّحاد في الوُجود، ولا شك أن بین الإنسَان والحیوان الناطق تغایُرًا بالإجمال والتفصیل، مع الاتِّحاد في الوُجود.۔