شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
وَیُشْتَرَطُ أَنْ یَكُوْنَ مُسَاوِیًا لَهٗ وأجْلیٰ؛ فَلاَیَصِحُّ: بِالْأعَمِّ، وَالْأخَصِّ، وَالْمُسَاوِيْ مَعْرِفَةً وَجَھَالَةً، وَالأخْفٰی.۔ وَالتَّعْرِیْفُ بِالْفَصْلِ الْقَرِیْبِ ’’حَدٌّ‘‘۱، أقَلَّ وُجوْدا۲في العَقْل، وأخفیٰ في نَظْرِه -وشَأنُ المُعَرِّف أنْ یَكونَ أعرَفَ مِن المُعَرَّف- لم یَجُز أنْ یَكوْن أخَصَّ منه أیضاً.۔ وَقَد عُلِم مِن تَعْرِیف المُعَرِّف بِـ’’مَایُحْمَل عَلَی الشَّيْءِ‘‘، أنَّه لایَجُوْز أَنْ یَكُوْن مُبَایِناً للمُعَرَّف، فَتَعیَّن أَنْ یَكوْن مُسَاوِیاً لهٗ۳. ثُمَّ یَنْبَغِي أَنْ یَكوْن أَعْرَفَ مِنَ المُعَرَّف فِي نَظْرِ العَقْلِ؛ لأَنَّه مَعْلُوْم مُوْصِل إلیٰ تَصَوُّر مَجْهُوْل، هُوَ المُعَرَّف؛ لاأَخْفَی۳وَلامُسَاوِیا لَهٗ فِي الخَفَاء وَالظُّهُوْر۴.۔ وأما بالوجه إذا كان الخاص -كالإنسان- متصوراً بالعَرْض العامّ كالماشي، فیتصوَّرُ العام -أي: الحَیَوان- في ضِمْنه به؛ فإن الماشي خاصّة للحیوان، یُمَیِّزه عن جمیع ماعَداه.۔(عب من شاہ)مس ۱قال الماتنؒ: (حد) وطریق الحصر في الأقسام الأربعة، أن یقال: التعریف إما: بمجرد الذاتیات، أو لا؛ فإن كان الأول، فإما: أن یكون بجمیع الذاتیات وهو ’’الحد التام‘‘، أو ببعضها وهو ’’الحد الناقص‘‘؛ وإن كان الثاني فإما: أن یكون بالجنس القریب والخاصة وهو ’’الرسم التام‘‘، أو بغیر ذٰلك وهو ’’الرسم الناقص‘‘۔. (شاہ) مس ۲ -۱ قولهٗ: (أقل وجوداً) بالنظر إلیٰ أن جهاتَ تصوُّرِه قلیلةٌ، وشرائطَ حصوله في العقل كثیرةٌ، بخلاف الأعمِّ؛ فإن جهات تصوُّرِه كثیرةٌ؛ إذ ((كلَّما یحصل الخاص في الذهن یحصل الأعمّ فیه أیضاً، دون العكس،)) وشرائطُ حصوله فیه قلیلة؛ فإن جمیعَ شرائط حصول الأعم شرائطُ حُصول الأخص مع شرائِطَ آخر أیضاً عُرِضَت له من جِهَة الخصوصیة۔.(سل) ۲ -۲قولهٗ: (أقل وجوداً) أي في العقلِ؛ فإن وجود الخاص في العقل مستلزم لوجود العام، بدون العكس۔. (عب) ۳ قولهٗ: (أن یكون مساویاً له) أي: في الصدق، واشتراط المساواة اختیارُ المتأخرین، و((المتقدمون جوزوا التعریف بأيِّ شيء یصلُحُ لإفادة التصوُّرِ، مُسَاویاً كان أو أعمّ أو أخصّ)). (شس) ۳ قولهٗ: (لاأخفیٰ) المراد بـ’’الأخفیٰ‘‘ مایكون مرتبتُه عند العقل بعد مرتَبَة المعرّف، ویكون المعرَّف أسبقُ إلی العقل، وذلك كتعریف النار بأنه جسم كالنفس؛ فإن النار أسبق إلی الفهم من النفس۔.(عب)