شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
هٰذا الشَّيءِ، إما بكنْهِه۱ أو بوجْهٍ یَمتاز عنْ جمیْع ماعَدَاه.۔ ولهٰذا لمْ یَجُز أن یكون أعمّ مطلَقا؛ لأنّ الأعمَّ لایفِیْد شیئاً منْهما، كالحَیَوان في تعریْف الإنسَان؛ فإنّ الحیَوان لیْس بكنهِ الإنسَان؛ لأنَّ حقیقَة الإنسَان هُوَ الحیَوان معَ الناطِق، وأیضاً لایُمیِّز الإنسَان عَن جَمیع ماعَداه؛ لأنّ بعضَ الحیَوان هُوَ الفَرَس.۔ وكَذا الحَال في الأعَمّ من وَجهٍ۔. وأَمَّا الأخَصّ -أَعنِي مطلَقا۲- فهوَ وإنْ جازَ أَنْ یفِیْد تَصوَّرُه تصوُّرَ الأعمّ بالكُنْه، أو بِوَجْهٍ یَمتَازبه عمَّا عدَاه۳، كمَا إذا تصوَّرْتَ الإنسَان بأنّه حیَوان ناطِق، فقدْ تَصَوَّرتَ الحیَوان في ضِمْنِ الإنسَان بأَحَد الوَجهَینِ۴؛ لٰكنْ لمَّا كان الأخَصُّ ثم الظاهر أنّ معرِّف المعرَّف بما ذُكِرَ هو الحقیقي، لا الأعم منه ومن اللفظيِّ، فلایضرُّ عدم صِدق التعریف علی التعاریف اللفظیة التي عللت لإفادة التصدیق بالمَوضُوْع لهٗ، دونَ إفادةِ تصوُّره۔. (نور) ۱ قولهٗ: (إما بكنهه) وحینئذٍ یكون المقصود بالذات هو الاطلاعُ علیٰ جمیع الذاتیَّات، لا الامتیازُ عن جمیع ماعدا المعرَّف وإن كان هٰذا الاطلاع مُستلزِماً لذلك الاعتبار.(عب) الملاحظة: إنا إذا تصوَّرْنا الشيءَ كالإنسانِ بالذاتیَّاتِ، كالحیَوانِ والناطقِ؛ فإما أنْ تكونَ مرآةً لملاحَظةِ ذلكَ الشيءِ، أوْ قطعَ النظرِ عن مرآتیَّتها، فالأوّلُ: هو العلمُ بالكنهِ، والثاني: هو العلمُ بكنههِ، ومنهُ تمثُّل نفسِ الشيءِ في الذِّهنِ۔. وإذا تصوَّرنا الشيءَ كالإنسانِ بالعرضیاتِ، كالضاحكِ فإما أن تكونَ مرآةً لملاحظةِ ذلكَ الشيءِ، أوْ قطع النظرِ عن مرآتیَّتها، فالأوّلُ: هو العلم بالوجهِ، والثاني: هو العلمُ بوجههِ۔. (شم)مس ۲ قولهٗ:(أعني مطلقاً) إنما فسَّر الأخصَّ به؛ لأنَّ الأخصَّ من وجهٍ داخِلٌ تحت قوله: ’’وكذا الحال في الأعم من وجه‘‘، إذِ الأخص من وجهٍ هو الأعمُّ من وجهٍ۔. (سل) ۳ -۱قولهٗ: (أو بوجهٍ یمتاز عن جمیع ماعداه) لیس المراد بتصَوُّر الشيء تصَوُّره بوجه مَّا وإلا لكان الأعم والأخص منه معرفاً؛ بل المراد التصَوُّر بكنه الحقیقة، كما في الحد التام؛ وبوجه یمتاز المعرف به عن جمیع ما عداه، كما في الحد الناقص والرسوم۔(شت) مس ۳ -۲قوله: (أو بوجه یمتاز به عما عداه) إن تصوّرت الأخص بكنهه المتصور برسمه، كما إذا تصورت الإنسان بـ’’الحیوان الناطق‘‘ المتصور بـ’’الماشي الكاتب‘‘.۔ (عب من شاہ) مس ۴قولهٗ: (بأحد الوجهین) أما بالكنه إذا كان الخاص متصوَّراً بالكنه والعام ذاتیاً له فتصوُّر الخاص بالكنه مستلزِم لتصوُّرِ العام الذاتي بالكنه؛ إذ لولم یحصل العام بالكُنْه كیف یحصُل الخاص بالكُنْه!۔