شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
وَقَدْ یُقَالُ ’’الجُزْئِيُّ‘‘ لِلأخَصِّ مِنَ الشَّيْءِ، وَهُوَ أَعَمُّ.۔ همَا العُمُوْم مِن وَجْه والتَّبایُن الكليّ، فقبْلَ ذِكرِ فَردَیْه كِلَیْهما لایَتَأَتَّی ذِكرُه۔. قوْلهٗ (وَقَدْ یُقَالُ الجزئي إلخ): یعني: أنّ لفْظ الجُزئيّ كمَا یُطلَق عَلَی المَفهُوْم الذِي یَمْتَنِع أنْ یُجوِّز العقلُ صِدْقَه عَلیٰ كثِیرِیْن، كذٰلك یُطْلَق عَلَی الأخَصّ۱مِن شَيء، فَعَلَی الأوّل: یُقَیَّد بقَیْد’’الحقیْقيّ۲‘‘، وعَلَی الثاني: بـ’’الإضَافِي‘‘؛ والجُزْئِيّ بالمَعنَی الثاني أعَمّ۳منْه بالمَعنَی الأوّل؛ إذْ كلّ جُزئي حقِیْقي، فهوَ مُندرِج تَحْت مَفهوْم عامّ۴، وأقلُّه المَفهوْم والشَّيء والأمْر، ولاعكسَ۵؛ إذِ الجزْئي الإضَافي قدْ یَكوْن كلِّیاً، كالإنسَان بالنِّسْبَة إلَی الحَیَوان۔. ۱ قوله (كذلك یطلق علی الأخص إلخ) یعني: لفظ ’’الجزئي‘‘ مشترك بین المعنیین: الأول: ما مر، وهو: مایمتنع فرض صدقه علیٰ كثیرین، كزید، وهو مقابل للكلي؛ والثاني: أخص من الشيء، أي: المندرج تحت الأعم، كا لإنسان؛ وهذا المعنیٰ لیس مقابلا للكلي؛ بل قد یجامع معه كالإنسان؛ فإنه كلي بالنظر إلیٰ زید وعمرو وغیرهما، وجزئي باعتبار أنه مندرج تحت الحیوان، والحیوان أعم۔.(سل من شاه) مس ۲ قوله: (یقیَّد بقید الحقیقي) یعني: أنه یُسمّٰی الجزئي بالمعنی المذكورِ سابِقاً ’’جزئیاً حقیقیاً‘‘؛ فإنه جزئي بالقِیاس إلیٰ نفس حقیقته؛ لكونها مانعة من الاشتراك في الخارج، ویسمّٰی الجزئي بالمعنی المذكور هٰهنا ’’جزئیاً إضافیاً‘‘؛ فإن جزئیَّتَه بالقِیاس إلیٰ غیره وهو العام، حتیٰ لو لم یكن شيء عاما منه لبطل جزئیته.۔ (سل) ۳ قولهٗ: (والجزئي بالمعنی الثاني أعم إلخ) إشارة إلیٰ أن ضمیر ’’هو‘‘ في قوله: ’’وهو أعمُّ‘‘ راجعٌ إلیٰ جزئي، وقولهٗ: ’’وهو أعمُّ‘‘ بیان النسبة بین الجزئيّ الحقیقي والإضافي.۔ (عن) ۴ قولهٗ: (تحت مفهوم عام) قال الفاضل العلامة في’’شرح الشمسیة‘‘: ’’لأنّ كل جزئي حقیقي فهو مندرج تحتَ الماهِیَة الكلیَّةِ المُعَرَّاة عن التشخُّصَات، كما إذا جَرَّدْنا زیداً عن التَشَخُّصَات التي بها صار شخصاً معیناً بقي الماهیة الإنسانیة، وهي أعم منه‘‘؛ لوجوده في ذٰلك الجزئي وغیره.۔ ویرد علیه: أنه منقوض بحقیقة الواجب؛ فإنه جزئي حقیقي ولیس له ماهیة كلیة،كما تقرر في موضِعِه.۔ فالحق في الدلیل ما استَدَلَّ به الشارح، فإن ذات الواجب مندرجة تحت مفهوم عام؛ بل مفهوماتٍ شَتّٰی، كالمفهوم والشيء والممكن إلیٰ غیر ذلك.۔ (سل ملخصاً) ۵قولهٗ:(ولاعكس)أي:كلیا؛ لأنه لیسَ كلُّ ماكان مندرجاً تحت مفهوم عام فهو’’جزئي حقیقي‘‘۔. (مس)