شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وأمَّا الحُجَّة: فھيَ عِبَارة عَنِ المَعلوْم التصْدیْقيّ؛ لكنْ لامُطلقاً أیضا، بلْ مِن حیْث إنه یُوصِل إلیٰ مَطلوْب تصْدیقِيّ،كقوْلنا: العَالَم مُتغیِّر وكلُّ مُتغیِّر حادِث، المُوصِلِ إلَی التصْدیق بقوْلنا: العَالَم حادِث؛ وأمَّا مَالایُوصِل -كقوْلنا: النار حارَّة مَثَلاً- فلیسَ بحُجَّة، والمَنطِقي لایَنظرُ فیْه؛ بلْ یَبحَث عنِ المُعرِّف والحجَّة، مِن حیْث إنَّھمَا كیفَ ینبَغِي أنْ یُرَتَّبا۱حتّٰی یُوصِلا إلَی المَجھوْل۲. قوْلهٗ (مُعَرِّفاً۳): لأنه یُعرِّف ویُبیِّن المَجھوْل التصوُّريَّ۔. قوْلهٗ (حُجَّةً): لأنّھا تَصیْر سَبَباً للغَلَبَة۴عَلَی الخَصْم، والحُجَّة في اللغَة: الغَلبَة؛ فهٰذا مِن قَبِیل تَسمِیَة السَّبَب باسْم المُسَبَّب۔. ۱قولهٗ: (كیف ینبغي أنْ یترتبا إلخ) اعلم! أن الترتیب في ’’المعرِّف‘‘ ھو: أن یقدَّم العامّ علی الخاص، وفي ’’الحجة‘‘: أن یقدم الصغریٰ علی الكبریٰ؛ ’’والترتیب في الأول استحساني، وفي الثاني ضروري‘‘۔؛ وقولهٗ: ’’ینبغي‘‘ شامِل لھما، ولهٰذا آثره علی’’یجب‘‘.۔(سل) ۲ قَولهٗ: (حتی یوصلا إلخ)، قال المحقق الطوسي في شرح الإشارات: صواب الترتیب في القول الشارح: أن یوضع الجنس أوّلاً ثم یقیَّد بالفصل، وصواب ھیئته: أن یحصل للأجزاء صورة وحدانیة یطابق بھا صورة المطلوب؛ وصواب الترتیب في مقدمات القِیَاس: أن یكون الحدود في الوضع والحمل علی ما ینبغي، وصواب الھیئة: أن یكون الربط بینھما في الكم والكیف والجھة علی ماینبغي؛ وصواب الترتیب في القِیَاس: أن یكون أوضاع المقدمات فیه علی ما ینبغي، وصواب الھیئة: أن یكون من ضرب منتج؛ والفساد في البابین أن یكون بخلاف ذٰلك۔.(مرآة) مس ۳ قولهٗ: (معرّفا) ویسمّٰی قولا شارحا أیضاً؛ وإنما سمي’’قولا‘‘ لأنه في الغالب مركب، فالقول یرادفه؛ وأما تسمیته ’’شارحا‘‘ فلشرحه الماهیة إما: بالكنه أو بالوجه۔. وقیل: إن تسمیته ’’قولا شارحا‘‘ من تسمیة الشيء باسم بعض أفراده؛ لأنه لایشرح إلا ذاتیاتها.۔(تش)مس واعلم! أنّ القُدماء علیٰ أن موضوعَ المنطق المَعقولاتُ الثانیة.۔ وذھب المتأخرون إلیٰ أن موضوعه المعلوماتُ التصوریة أو التصدیقیةُ من حیث الإیصال، كما یُنظر إلیه عبارةُ المصنف، وَلِكُلٍّ وِّجْھَةٌ ھُوَ مُوَلِّیْھَا.۔(شس) ۴ قولهٗ: (لأنھا تصیر سبباً للغلبة) فإنك إذا قلتَ: العالَم حادث فمنعه الخَصْم، ثم إذا استدللتَ علیه بـ’’أنّ العالَم متغیر، وكل متغیر حادثٌ‘‘ فقد غلبْتَ علیه؛ فالاستدلال سبَبٌ للغلبةِ، واسمھا -في اللغة- ’’الحُجَّة‘‘، فسُمِّيَ باسمه، فهٰذه التسمیة من قَبیل تَسمیةِ السبب باسم المسبَّب.۔(سل) الملحوظة: إن الحجة یسمی ’’دلیلا‘‘ أیضا؛ لأنه یستدل به علی المطلوب.۔ (تش)مس