شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
وَبَعْدُ! فهٰذا۱ غَایَةُ تَهْذِیْبِ الْكَلاَمِ فِيْ تَحْرِیْرِ المَنْطِقِ وَالْكَلاَمِ، قوْلهٗ (وَصَعِدُوا فيْ مَعَارِجِ الحَقِّ): یَعنِيْ بلَغُوا أقصیٰ مَراتِبِ الحقِّ؛ فإنَّ الصُّعوْد۲عَلیٰ جَمیْع مَراتبِهِ یَستَلزِم ذٰلك۔. قوْلهٗ (بالتَّحْقِیْقِ): ظرْفٌ لغْوٌ متَعلِّق بــ ’’صَعِدُوا‘‘، كمَا مرّ؛ أو مُستَقَرٌّ۳ خَبَرٌ لمُبتدأٍ مَحذوْف، أيْ هٰذا الحُكْم مُتَلبِّس بالتَّحقیْق، أيْ مُتحَقَّق۔. قوْلهٗ: (وَبَعْدُ)، ھوَ مِنَ الغَایَات، ولھَا حَالاتٌ ثلاثٌ؛ لأنَّھا إمَّا: أنْ یُذكَر مَعَھا المُضَاف إلیْه أوْ لا، وعَلیٰ الثَّانيْ إمَّا: أنْ یَكوْن نَسْیاً مَنسِیًّا أو مَنْوِیًّا؛ فعلَی الأَوَّلَیْن مُعْرَبَة، وَعَلَی الثَّالِث مَبْنِیَّة عَلَی الضَّمِّ۔. قوْلهٗ (فَهٰذَا۴): الفاءُ إمَّا: عَلیٰ تَوَھّم ’’أمَّا‘‘۵، أوْ عَلیٰ تَقدِیرھا۶فيْ نَظْم الكَلام۔. ۱ قال المصنفؒ: (بعد! فهذا غایة تهذیب الكلام) اعلم! أن كلمة ’’أما‘‘ للتفصیل، والتزم حذف فعلها -الذي هو الشرط-، وعوِّض بین’’أما‘‘وبین’’فاء ها‘‘الواقعة في جزاءها جزء مما في حیزها، نحو: ’’أما زید فمنطلق‘‘؛ أو معمولا لما وقع بعد الفاء، نحو: ’’أما یوم الجمعة فزید منطلق‘‘؛ فإن تقدیره علیٰ مذهب سیبویه: ’’مهما یكن من شيء فزید منطلق یوم الجمعة‘‘، حذف فعل الشرط، وأقیم ’’أما‘‘مقام’’مهما‘‘، ووسط ’’یوم الجمعة‘‘ بین إما وفاءها؛ لئلا یلزم توالي حرفي الشرط والجزاء؛ فصار: أما یوم الجمعة فزید منطلق، كما تریٰ؛ وإما علی مذهب المبرد، فتقدیره: ’’مهما یكن من شيء یوم الجمعة فزید منطلق‘‘؛ فـ’’یوم الجمعة‘‘معمول لفعل الشرط، فلما حذف فعل شرط صار ’’أما یوم الجمعة فزید منطلق‘‘.۔(ملخصا من شرح جامي ) مس ۲ قولهٗ: (فإن الصعودَ) یعني: أن معنیٰ قوله: ’’صعدوا في معارج الحق‘‘ هو الصعود علیٰ جمیع مراتب الحق؛ لأنَّ ’’الجمعَ المُضاف یفیدُ الاستغراق‘‘، والبلوغ إلیٰ أقصیٰ مراتب الحق لازِمٌ لذٰلك المعنیٰ، فذَكَر المَلزومَ وأراد اللازمَ؛ لكونه أنسب بمقام المدح.۔ ۳ قولهٗ: (أو مستقرٌّ) قال المحقق الشریف: إن الظرف المستقر: ما كان متعلِّقُه مقدَّراً سواء كان عاماً -كالكَوْن، والحُصول، والثُّبوتِ، والوجودِ، والتَّلبُّس-، كقولنا: زید في الدار أي: حاصل؛ أو خاصا، كقولنا: في البصرة أي مقیم؛ واللغوُ: ما یُقابله. ۔(بح) الملاحظة: وإنما سمي مستقراً؛ لأن عامله یكون دائماً مقدَّرٌ، فالظرف یستقرُّ مقامَ عامله؛ لكونه مقدراً؛ واللغو یكون عامله مذكوراً، فیلغو عن أن یقوم مقام متعلقه؛ لكونه مذكوراً۔. (شاه) مس ۴قولهٗ: (فھذا) اِعلم! أن المُشارَ إلیه بــ’’ھذا‘‘ ھو الكتابُ، وھو -كسائر مایُذكَرُ فیه-