شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
حُكْمُ الأصْل أنَّه لیْسَ بٓ مَادَام جٓ، هٰذا خُلْفٌ؛ فَصَدَق ’’أنَّ بَعْضَ بٓ -أعْنِي دٓ- لیْسَ جٓ مَادَام بٓ‘‘، وَهوَ الجُزْءُ الأوَّل مِنَ العَكْس، فَثَبَتَ العَكْسُ بِكِلا جُزْئَیْهِ.۔ فافْهَمْ! وَأمَّا بَیَانُ انعِكاسِ الخَاصَّتَیْنِ مِنَ الْمُوجِبَةِ الجُزْئیَّةِ فيْ عَكْسِ النَّقِیْضِ إلَی العُرْفیَّة الخَاصَّة، فَهوَ أنْ یُقال: إذَا صَدَق ’’بالضَّرُوْة أوْ بالدَّوامِ بَعْضُ جٓ بٓ مَادَام جٓ لادَائِما‘‘ -أيْ بَعْضُ جٓ لیْسَ بٓ بالفِعْل- لصَدَقَ ’’بالضَّرُوْة أوْ بالدَّوامِ بَعضُ مَا لیْسَ بٓ لیْسَ جٓ مَادَام لیْسَ بٓ، لادَائِما‘‘، أيْ لیْسَ بَعضُ مَا لیْسَ بٓ لیْسَ جٓ بالفِعْل.۔ وَذٰلك بِدَلیْل الافْتِرَاض، وَهوَ أنْ یُفْرَضَ ذَاتُ المَوْضُوْع، أعْنَي ’’بَعْض جٓ دٓ فَـدٓ جٓ بالفِعْل‘‘ -عَلیٰ مَذْهَب الشَّیْخ، وَهوَ التَّحْقِیْق- وَ’’دٓ لیْسَ بٓ بالفِعْل‘‘ -بِحُكْم لادَوَام الأصْل-، فَیَصْدُقُ ’’بَعضُ مَالیْسَ بٓ جٓ بالفِعْلِ‘‘، وَهوَ مَلزُومُ لا دَوامِ العَكْسِ۱؛ لأنَّ الإثْبَات یَلْزَمُه نَفْيُ النَّفْيِ.۔ ثمَّ نَقُوْل۲: ’’دٓ لیْسَ جٓ بالفِعْل مادَام لیْسَ بَ‘‘؛ وإلاَّ لَكانَ جٓ فيْ بَعْضِ أوْقات كَوْنِهِ لیْسَ بٓ، فَیَكوْنُ لیْسَ بٓ فيْ بَعْض أوْقَات كَوْنِه جٓ، كمَامَرَّ۳؛ وَقَد كان حُكْم الأصْل أنَّه بٓ مَادَام جٓ، هٰذا خُلْفٌ؛ فَصَدَقَ ’’أنَّ بَعْضَ مَالیْسَ بٓ -وَهُوَ دَ- لیْسَ جٓ مَادام لیْسَ بٓ‘‘، وَهوَ الجُزْءُ الأوَّلُ مِنَ العَكْسِ؛ فثَبَتَ العَكْسُ بِكِلا جُزْئَیْه.۔ فَتَأَمَّل!. ۱ قولهٗ: (وهو ملزوم لادوام العكس) یعني أنّ قولنا: ’’بعض ما لیس ب ج بالفعل‘‘ ملزوم قولنا: ’’لیس بعض ما لیس ب لیس ج بالفعل‘‘؛ فإنّ مفهوم الأول إثبات، ومفهوم الثاني نفي النفي، ولا شك أن نفي النفي ملازم للإثبات؛ وصدق الملزوم یستلزم صدق اللازم، فیثبت أن صدق الأصل مستلزم لصِدق لادوام العكس، فثبت الجزء الثاني من عكس النقیض، وبقي الجزء الأول منه.۔(سل، عب) ۲ قولهٗ: (ثم نقول) أي: في إثبات الجزء الأول من العكس.۔ ۳ قولهٗ: (كما مرّ) فیه أنّ ماسبق هو: أن الوصفین إذا تقارنا في ذات یثبت كل واحد منهما في زمان الآخر، وهٰذا لایُفِید نفعا؛ فإنّ هٰهنا سلب وصف في زمان ثبوت الوصف الآخر، ولایلزم من القاعدة التي سبقت سلب وصف في زمان ثبوت الوصف الآخر! ویمكن أن یقال: إن السلب هٰهنا لیس السلب البسیط؛ بل السلب العدولي، وهو أیضاً وصف، والمراد من ’’الوصف‘‘ في تلك القاعدة أعم من الثبوتي والسلبي؛ ولعل قول الشارح: ’’فتأمل‘‘ إیماء إلیٰ ماقلنا.۔ (عح)