شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
أوْ جَعْلُ نَقِیْضِ الثَّانِيْ أوَّلاً مَعَ مُخَالَفَةِ الْكَیْفِ.۔ وَحُكْمُ الْمُوْجِبَاتِ هٰهُنَا حُكْمُ السَّوَالِبِ فِي الْمُسْتَوِيْ، وَبِالْعَكْسِ.۔ قَوْلهٗ (وَالْكَیْفِ): أيْ إنْ كانَ الأصْل مُوْجِبا كَان العَكْس مُوْجِبا، وَإنْ كانَ سَالِبا كانَ سَالِباً، مَثَلا قَولُنا: ’’كُلُّ جٓ بَ‘‘ یَنْعَكِس بعَكْس النَّقِیْض إلیٰ قوْلنا: ’’كلُّ مَا لیْسَ بٓ لیْسَ جَ‘‘، وَهٰذا طَرِیْق القُدَمَاء۔. وَأمَّا المُتأَخِّرُوْن۱فَقالوْا: عَكْس النَّقِیْض هُوَجَعْل نَقِیْض الجُزْء الثَّانِي أوَّلا، وَعَیْنِ الأوَّل ثَانِیا مَعَ مُخَالَفَة الكَیْف، أيْ إن كانَ الأصْل مُوْجِباً كانَ العَكْس سَالباً، وَبالعَكْس، وَیُعْتَبَر بَقَاء الصِّدْق كمَا مَرَّ، فَقَوْلنا:’’كلُّ جٓ بَ‘‘یَنْعَكِس إلیٰ قَوْلنا:’’لاشَيْءَ مِمَّا لیْسَ بٓ جَ‘‘۔. والمُصَنِّفؒ لمْ یُصَرِّح بِقَوْلهم۲: وَ’’عَیْنِ الأوَّل ثَانِیاً‘‘ للعِلْم بِه ضِمْناً، وَلا بِـ’’اعْتِبَار بَقَاءَ الصِّدْق‘‘ فيْ التَّعْرِیْف الثَّانِيْ، لذِكْرِه سَابِقاً۳؛ فَحَیْث لمْ یُخَالِفْه فيْ هٰذا التَّعْرِیْف عُلِم اعْتِبَاره هٰهُنَا أیْضًا.۔ ثُمَّ إنَّه -قُدِّسَ سِرُّهٗ- بَیَّن أحْكَام عَكْس النَّقِیْض عَلیٰ طَرِیْقَة القُدَمَاء؛ إذْ فیْه غُنْیَةٌ لِطالِبِ الكَمَال، وتَرَكَ ماأَوْرَده المُتأَخِّرُوْن۴؛ إذْ تَفْصِیْل القَوْلِ فیه۵ وَفِیْمَا ۱ قولهٗ: (وأما المتأخرون فقالوا إلخ) فعكس النقیض لقولنا: ’’كل إنسان حیوان‘‘ -علیٰ طریقة المتأخرین- قولُنا: ’’لاشيء مما لیس بحیوان بإنسان‘‘.۔(سل) ۲ قولهٗ: (والمصنف لم یصرح بقولهم) إشارة إلیٰ جواب إیرادٍ، وهو: أن المصنف قال: ’’أو جعل نقیض الثاني أوَّلاً مع مخالفة الكیف‘‘، والواجب بالنظر إلیٰ مسلك المتأخرین: ’’أو جعل نقیض الثاني أولا وعین الأول ثانیاً‘‘.۔(بن) ۳ قولهٗ: (لذكره سابقا إلخ) ویمكن أن یقال: إن عكس النقیض لازم للقضیة، وصدق الملزوم یستلزم صدق اللازم؛ فلذا قال أولاً ’’مع بقاء الصدق‘‘ للعلة المذكورة، وتركه ثانیاً؛ لوجود تلك العلة هٰهنا أیضاً.۔(عب) ۴ قولهٗ: (ترك ما أورده المتأخرون) قال المتأخرون: إن العكس علیٰ طریقة القدماء لایجري في القضایا الموجبات، التي محمولاتها من المفهومات الشاملة، كالشيء والممكن العام؛ فإن قولنا: ’’كل إنسان شيء‘‘ صادق، وعكسه -علیٰ ماذكره القدماء- قولنا: ’’كل مالیس بشيء لیس بإنسان‘‘، وهو كاذب؛