شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
كاتِب بالفِعْل‘‘ لِصِدْق قوْلِنا: ’’بَعضُ السَّاكِن لیْسَ بكَاتِب دَائِما‘‘ كالأرْض۱.۔ قَال المُصَنِّف: السِّرُّ فِيْ ذٰلك أنَّ لادَوَام السَّالِبَة۲مُوْجِبَة، وَهيَ ’’إنَّمَا تَنْعَكِس جُزْئِیَّة‘‘.۔ وَفیهِ تَأمَّلٌ؛ إذْ لیْسَ انْعِكَاس المَجْمُوْع۳إلَی المَجْمُوْع مَنُوْطاً بانعِكَاس الأجْزَاء إلیٰ الأجْزَاء، كمَا یَشْهَد بِذٰلك مُلاحَظَة انْعِكاس المُوَجَّهَات المُوْجِبَة عَلیٰ مَا مَرَّ؛ فإنَّ الخَاصَّتَیْن المُوْجِبَتَین تَنْعَكِسَان إلَی الحِیْنِیَّة اللاَّدَائِمَة، مَعَ أنَّ الجُزْء الثَّانيَ مِنْهُما -وَهوَ المُطْلَقَة العَامَّة السَّالِبَة- لاعَكْسَ لهَا.۔ فَتَدَبَّرْ۴! قَوْلهٗ (یُنْتِجُ المُحَال): فَهٰذا المُحَال إمَّا أنْ یَكوْن نَاشِئاً عَنِ الأصْل، أوْ عَنِ نقِیْضِ العَكْس، أوْ عَن هَیْئَة تَأْلیْفِهمَا؛ لٰكنَّ الأوَّل مَفرُوْض الصِّدْق، وَالثَّالِث هُوَ الشَّكْل الأَوَّل، المَعْلُوْم صِحَّتُه وإنْتَاجُه۵، فَتَعیَّن الثَّانِيْ؛ فَیَكوْن النَّقِیْض باطِلا، فَیَكوْن العَكْس حقًّا.۔ قَوْلهٗ (وَلاعَكْسَ لِلبَوَاقِيْ): أيِ السَّوَالِبِ البَاقِیَة۶، وَهيَ تِسْعَة: الوَقْتِیَّة المُطْلَقَة، ۱ قولهٗ: (كالأرض) الأَولیٰ في المثال ’’كالطیور‘‘، إذ یناقَش في ’’الأرض‘‘ بأنّ المراد عن الساكن هٰهنا ’’ساكن الأصابع‘‘، والأرض لیس كذٰلك لعدم الأصابع لها! وأجیب: بأنّ الساكن هو عدیم الحركة، والأرض لعدم الأصابع لها یصدق علیها إنها لیست بمتحرك الأصابع.۔ فافهم! (بن) ۲ قولهٗ: (أن لادوام السالبة) یعني: أنّ السِّرَّ في أن اللادوام في العكس جزئیة لاكلیة؛ لأن اللادوام السالبة -أي الأصل المذكور- موجبة؛ إذ الجزء الثاني في المركبة مخالفة للأوّل في الكیف، ومن الظاهر أن عكس الموجبة -سواء كانت كلیة أو جزئیة- موجبة جزئیة.۔(بن) ۳ قولهٗ: (إذ لیس انعكاس المجموع إلخ) كما فهمه المصنف، وظن أن لادوام العكس عكسٌ للادوام الأصل، والجزء الأول منه عكس للجزء الأول منه.۔(عب) ۴ قولهٗ: (فتدبر) إشارة إلی الجواب عن جانب المصنفؒ بـ:أن انعكاس المجموع إلی المجموع موقوف علی انعكاس الأجزاء إلی الأجزاء، وأما انعكاس الخاصتین الموجبتین إلی الحینیة المطلقة اللادائمة فمستثنی عن ذٰلك، إما: لأن المطلقة العامة السالبة لاعكس لها كما سیجيء؛ أو لأن الخاصتین إذا كانتا موجبتین جزئیتن، فیكون لادوامهما حینئذ إشارة إلی سالبة جزئیة مطلقة عامة؛ وقد بُرهِن علی عدم انعكاس السالبة الجزئیة مطلقا من غیر نظر إلی أنها مطلقة عامة أو غیرها.۔(عب مِن شاہ) ۵ هٰکذا في نسخ الهندیّة، وفي نسْخة إیرانیّة والکوتیّة ’’المعْلوم صحَّةُ اِنْتاجِه‘‘. ۶ قولهٗ: (أي السوالب الباقیة) أي: الكلیات، وأما الجزئیات فلا انعكاس فیها أصلا إلا للخاصتین،