شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
ثُمَّ المَحصُوْرة: إنْ بُیِّنَ فیهَا أَنَّ الحُكْم عَلیٰ كلِّ أفرَاد المَوضُوْع فـ’’كُلِّیَّة‘‘، وإنْ بُیِّن أنَّ الحُكْم عَلیٰ بعضِ أفرَادِه فـ’’جُزئیَّة‘‘؛ وكلٌّ منهُمَا إمَّا موجِبَة أوسالِبَة.۔ ولابدَّ في كلٍّ مِنْ تلك المَحْصُوْرات الأرْبع منْ أمْرٍ یُبیِّنُ۱كَمِّیَّةَ أفرَاد المَوضُوْع، یُسَمّٰی ذٰلك الأمْرُ بـ’’السُّوْرِ‘‘، أُخِذ مِن سُوْرِ البَلَدِ؛ إذْكمَا أنَّ سُوْر البَلدِ مُحیْط به، كذٰلك هٰذا الأمْر مُحِیْط بمَا حُكِم عَلیْه مِن أفرَاد المَوْضُوْع.۔ فسُوْر المُوجِبَة الكُلِّیَّة هُوَ ’’كُلٌّ‘‘ و’’لامُ الاسْتِغْرَاقِ‘‘ وما یفیْدُ مَعنَاهمَا منْ أيِّ لغَةٍ كانتْ.۔ وسُوْرُ الموجِبَة الجُزئیَّة ’’بَعْضٌ‘‘ و’’واحِدٌ‘‘ ومایُفیْدُ مَعناهمَا۔. وسُورُ السَّالبَة الكلیَّة ’’لاشَيءَ‘‘ و’’لاوَاحِدَ‘‘ ونَظائِرُهما۔. وسُورُ السالبَة الجزئیَّة هُوَ ’’لَیْسَ بَعْضُ۲‘‘ و’’بَعْضُ لَیْسَ‘‘ و’’لَیْسَ كُلُّ‘‘ وما یُرَادِفها.۔ ۶ قولهٗ: (طبیعة) لأن الحكمَ فیها علیٰ نفس طبیعة الموضوع، دونَ أفراده.۔(عب) ۷ قولهٗ: (مهمَلَة) لأنّ بیانَ كمیَّة أفراد موضوعِها مُهْمَلٌ ومَتْرُوْك.۔(عب) ۱ قولهٗ: (من أمر یُبیِّن إلخ) هٰذا الأمر أعمُّ من أنْ یكون لفظاً -كلفظة ’’كلٍّ وبَعْضٍ‘‘ وغیرهما- أوْ لا، كوُقوعِ النَّكِرَة تحت النفي؛ فإنّه سُوْر للسَّلْب الكلّي مع أنه لیس بلفظ۔. (سل) الملحوظة: (الكمْیَة) نسبة إلی الكمْ؛ لكونها بها یسأل عنه، وهي بتخفیف المیم لا بتشدیدها عند المحققین؛ لأن النسبة إلی الثنائي الصحیح الثاني غنیة عن تضعیفه؛ ولٰكن المشهور علی الألسنة قراء ته بالتشدید۔۔. (عط) ۲ قولهٗ: (هو لیس بعض، وبعض لیس، ولیس كل إلخ) والفَرْق بین الأخیر والأولین: أنّ ’’لیسَ كلُّ‘‘ یدُلُّ علیٰ رفع الإیجاب الكليّ بالمُطابقة، فإذا قلنا: ’’لیسَ كلُّ حَیَوان إنسانا‘‘ فمعناه المطابقي:أن ثبوتَ الإنسان لكل فرد من أفراد الحَیَوان مرفوع، وأما علی السَّلْب الجزئي فبالالتزام؛ فإنّ المَحمُول علیٰ تقدیر سَلْبه عن جمیع أفراد الموضوع إمّا أنْ یكون مَسْلوباً عن كلِّ واحد منها أو عن بعض، وعلیٰ كِلا التقدیرَیْن فالسَّلْب الجزئي متحقَّقٌ؛ وقولنا: بعضُ الحَیَوَان لیس بإنسان، ولیس بعض الحیوان بإنسان إنما یدُلُّ مطابقةً علیٰ أنَّ المحمول -أعني الإنسان- مَسْلوب عنْ بعض الحیوان، وهٰذا هو السلب الجزئي، وأما رَفْع الإیجاب الكلي فمدلول التزامي؛ فإنه إذا رُفِعَ المحمول عن البعض لم یكن ثابتاً للكلّ.۔ وأمّا الفرق بینَ ’’لیسَ بعضُ‘‘ و’’بعضُ لیسَ‘‘ فهو أنّ ’’لیسَ بعضُ‘‘ -مع أنّ مدلوله المطابقي هو السَّلْب الجزئي- قد یكون مستَعْمَلا للسَّلْب الكلي أیضاً، كما في قولنا: ’’لیس بعض الإنسان بحجر‘‘ أي: لیس كل واحد من الإنسان بحَجَر؛ بخِلاف ’’بعضُ لیسَ‘‘ فإنه یُستَعمل في السلب الجزئي دائماً۔.