شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ۔. . . . . . . . . ضِمْن التَّبایُن الكليّ أیْضاً۔. ثمَّ إنّ الأمرَیْن الذَیْن بَینَهما عُموْم من وَجه، قدْ یَكوْن بَینَ نقیْضَیهمَا أیْضا العُمُوْم مِن وَجهٍ،كالحیَوان والأبیَضِ؛ فإنّ بَینَ نقیضَیهما-وهمَا اللاحَیَوان واللاأبیَض- أیْضاً عُموماً من وَجهٍ۱؛ وقدْ یَكوْن بیْن نقیْضَیهمَا تبایُنٌ كليّ، كالحَیَوان واللاإنسَان؛ فإن بَینَهما عُمُوماً مِنْ وَجهٍ۲، وبَینَ نقِیضَیها -وهمَا اللاحَیَوان والإنسَان- مُبَایَنَة كلیَّة.۔ فلهذا قالوا۳: إنّ بَینَ نقِیْضَيِ الأعمّ والأخصّ مِن وَجه ’’تبَایُناً جُزئیًّا‘‘، لاالعُمُوْمَ من وَجهٍ فقَطْ، ولاالتَّبایُنَ الكليّ فَقَطْ۔. قوله (كالمُتَبایِنَیْنِ۴):أي كمَا أنّ بَینَ نقِیْضَيِ الأعمّ والأخَصّ من وَجه مُبایَنةً جُزئِیّةً، كذٰلك بَینَ نَقِیضَي المُتبَاینَیْنِ تبایُن جُزْئي۵؛ فإنَّه لمَّا صَدَق كلٌّ ۱قولهٗ: (عموماً من وجهٍ) فإنهما یصدقان معا في مادَّةٍ كالحجر الأسود، ویتحقق اللاحَیَوان بدون اللاأبیض في الحجر الأبیض، ویتحقق اللاأَبْیَض بدون اللاحَیَوان في الحیوان الأسود۔. (سل) ۲ قولهٗ: (فإنَّ بینهما عموما من وجهٍ) لِصِدْق كل منهما في الفرس، ولِصِدْق الحیوان بدون اللاإنسان في زید، ولِصِدْق اللاإنسان بدون الحیوان في الحجر۔. (سل) ۳قولهٗ: (فلهٰذا قالوا إلخ) أي: لأنَّ بین نقیضي الأمرین اللذین بینهما عموم من وجه قد یكون عموم من وجهٍ ، وقد یكون تباین كلي؛ واختارُوا لفظ ’’التباین الجزئي‘‘ الشامل لكِلَیهما؛ لئلا ینتقض القاعدة في بعض المواد بذكر أحدهما دون الآخر.۔ (سل) ۴قولهٗ: (كالمتبائنین) المقصودُ تشبیه نقیضَي الأعمِّ والأخصِّ من وجهٍ، كما هو مقتضی السَوق۔. ولقائل أنْ یقول: في صحة هٰذا التشبیه نظر؛ إذ لو غمَّضْنا عن أنه یجب في التشبیه مِنْ أنْ یكونَ المشبهُ به أقْویٰ، فلاریب في أنه یجب أن یكون أعرفَ وأظهرَ في نظر المتكلم والمخاطب، والتباینُ الجزئي الواقعُ بین نقیضَيِ المتبائنین لیس بأظهر من التباینِ الجزئي الواقِع بین نقیضَيِ الأعمِّ والأخصِّ من وجهٍ۔. ولك أن تقول: ((أنَّ وجهَ الشبه إنما یجب أن یكون أقْویٰ وأظهر في المشبه به لو كان الغَرَض من التشبیه إلحاق الناقص بالكامل،كما في قولنا: ’’زید كالأسد، والقِرْطاس كالثلج‘‘))؛ لٰكنَّه قد یُقْصَد مجرَّد الجمع بین الأمرین في صفة، فیجعل أحدُهما مع مُسَاواتِهما مشبَّهاً به بسببٍ من الأسباب كالاهتمام، فلیكنْ ما نحن فیه من هٰذا القبیل۔. (نور)