شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
مَذهَب الحُكمَاء۱.۔ قوْلهٗ (الكُلِّیَّانِ۲إلخ): كلُّ كلیَّیْن لابُدَّ مِن أنْ یتَحقَّق بَینَهُما إحْدَی النِّسَب الأرْبَع۳: التَّباینُ الكليُّ، والتَّسَاوِي، والعُموْمُ المُطلَق، والعُموْمُ مِن وجهٍ.۔ وذٰلك؛ لأنَّهُمَا۴إمَّا أن لایَصدُق شَيء منْهُمَا عَلیٰ شَيء مِن أفرَاد الآخَر، أو یَصدُق؛ فَعَلَی الأوّل فهُمَا ’’مُتبَایِنَان‘‘، كالإنسَان والحَجَر؛ وعَلَی الثاني فإمَّا: أنْ ۴ قوله (کالنفوس الناطقة): إن النفس الناطقة -أي الإنسان مجرداً عن الجسم- شيء مغایر للجسم، وإنما ھي حالّة في الجسم حلولا دقیقاً یوھم الجاھل اتحادھما أو ترکبھما؛ والحال أنه لا هٰذا ولا ذٰلك؛ بل ھما مصاحبان کمصاحبة الجسم للثوب؛ ولھذا نضیف إلینا أجسامنا، فنقول: رأسي ورجلي ویدي، ولایضاف شيء إلی نفسه بل إلی غیره. ۔(مح) ۱قولهٗ: (الحكماء) أي: القائلین بقدمِ العالم وعدم التناسخ،كأرسطو وأتباعه، فإذا كان نوع الإنسان قدیما، ویكون لكل بدن نفس، یلزم أن یكون النفوس الناطقة المفارقة عن الأبدان غیرمتناهیة؛ وأما عند القائلین بقدم العالم مع التناسخ؛ فإنها عندهم متناهیة كما لایخفیٰ۔. (عن) مس ۲ قولهٗ: (والكلیان إلخ) لمَّا فَرَغ من تعریف الكلي والجزئي مع الفَراغ مِنْ بیان الأقسام، أراد أن یَشْرَع في بیان الأحوال۔. (شس) ۳قولهٗ: (إحدی النسب الأربع) المقصودُ حَصْرُ أنواع النسب؛ والتباین الجزئي جنس یحصل بإحدی النوعین: التبایُنِ الكلي، والعمومِ من وجهٍ۔.(عن) الملحوظة: اعلم! أن النسب الأربع بین المفردات تعبر بحسب الصدق، ومعناها’’الحمل‘‘، ویستعمل بـ’’علیٰ‘‘، فیقال: صدَق الحیوان علی الإنسان؛ وبین القضایا بحسب الوجود والتحقق؛ إذ لا یتصور حمل القضایا علیٰ شيء۔. وإذا استعمل فیها ’’الصدق‘‘ یراد به ’’التحقق‘‘، ویكون مستعملا بكلمة ’’في‘‘، فیقال: هذه القضیة صادقة في نفس الأمر، أي: متحقق فیها، حتیٰ إذا قلنا: ’’كلما صدق كل ج ب بالضرورة، صدق كل ب ج دائما‘‘كان معناه:’’كلما تحقق في نفس الأمر مضمون القضیة الأولیٰ، تحقق بها مضمون القضیة الثانیة‘‘.۔ (شاه) ۴قولهٗ: (لأنَّھما) أي: الكلیین، اعلم! أنَّه لایتحقَّق بین الجزئین إلا التبایُن كزید وعمرو، أو زید وھٰذا الفرس؛ وأمَّا بین الجزئي والكلي فإنْ كان الجزئي فرداً من هٰذا الكلي فالعموم والخصوص مطلقاً، كزید والإنسان؛ وإلا فالتبایُنُ، كهٰذا الفرس والإنسان، فلایتحقَّقُ النسب الأربعُ إلا بین كلیین، ولذا قال: ’’والكلیان‘‘ ولم یقل: و’’المفهومان‘‘؛ لئلا یلزم خلاف الواقع۔. (عح)