شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
......................................................................................................................................................... لایقف عند حدود الكلمة؛ بل یأتي مشتقاتها ومعاني كل، فیقول: ’’واصطانه‘‘ مبالغة ’’صانه‘‘ و’’تصاون‘‘ تكلف صیانة نفسه؛ و’’الصِّوَان‘‘ مایحفظ فیه الكُتب وغیرها من الملابس ونحوها، و’’الصَّوَّان‘‘ ضرب من الحجارة شدید الصلابة۔. وأقسام التعریف الحقیقي -مِن: الحد التام والناقص، والرَّسم التام والناقص- مرَّ آنفاً، وأما الآن تكلمنا عن شرائط التعریف۔. شروط التعریف الحقیقي التعریف الحقیقي له شروط اتفق علیها جمهرة المنطقیین، وبعد كل شرط نُنبِّهُ علی ما یخرج به من صور التعریفات الباطلة: ۔الشرط الأول: أن یكون التعریف مساوِیاً للمعرَّف فیما یصدق علیه من أفراد، لایزید علیه مالیس منه، ولایخرج منه ماهو منه۔. والتعریف المساوي هو الذي یكون محققاً لأمرین: [۱] أن یكون جامعا وشاملا لأفراد المعرَّف جمیعا، فلایخرج من أفراد المعرَّف أحد.۔ [۲] أن یكون مانعا من دخول أفراد غیر المعرَّف في التعریف؛ وهٰذامعنی قولهم: أن یكون التعریف جامعاً مانعاً، بمعنی أن یجمع جمیع أفراد المعرَّف، فلایخرج منهم شيء، وأن یمنع دخول أفراد غیر المعرَّف في التعریف.۔ والمناطقة یطلقون أحیانا علی قولهم: ’’جامعا مانعا‘‘، قولهم: ’’منعكسا مطَّردا‘‘، والمعنی واحد؛ فإن منعكسا تعني: جامعا، ومطردا تعني: مانعا؛ وذٰلك كما نعرِّف الإنسان بأنه: حیوان ناطق؛ فهٰذا التعریف جامع ومانع، وهو مكوَّن من جنس وفصل؛ فالحیوان جنس للإنسان، والجنس یتحقق به الجمع، أي: كون التعریف جامعاً؛ لأنه جزء الماهیة المشترك؛ والناطق فصل للإنسان، فتمنع كل ما أدخله الجنس في التعریف؛ فلا تسمح إلا بأفراد المعرَّف فقط، فبالفصل یتحقق المنع أو الطرد؛ فبذٰلك یكون التعریف جامعا مانعا، أو منعكسا مطردا.۔ ویترتب علی مراعاة هذا الشرط بطلان التعریفات الآتیةَ. أولا: التعریف بالأخص: بحیث یتخلف الأمر الأول، فلا یكون التعریف جامعا لكل أفراد المعرَّف، مثل تعریف الإنسان بأنه: حیوان كاتب بالفعل؛ فهذا التعریف رسم تام للإنسان؛ لٰكنه لیس جامعا لأفراد الإنسان حیث یخرج منه من لا یعرف الكتابة.۔ ثانیاًَ: التعریف بالأعم: بحیث یكون التعریف جامعا لأفراد المعرَّف جمیعاًَ؛ لٰكنه لا یمنع دخول غیرهم في التعریف، فهو صادق علی أفراد المعرَّف و علیٰ غیرهم أیضاً، وذٰلك مثل تعریف الإنسان بأنه: ’’حیوان حساس‘‘، ففي هذا التعریف دخل جمیع أفراد الحیوان، ولم یقتصر علی الإنسان، فلم یكن