رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَعَلَ الْأَمْرَ شُورَى بَيْنَ سِتَّةِ نَفَرٍ ، مَعَ عِلْمِهِ أَنَّ بَعْضَهُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ.
فَصَلٌ فِي إمَامَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
أَوَّلُهُمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مُسْتَجْمِعًا لِشَرَائِطِ الْخِلاَفَةِ ، مُفَضَّلًا عَلَى جَمِيْعِ الصَّحَابَةِ ، وَقَدِ اتَّفَقَتِ الصَّحَابَةُ عَلَى خِلاَفَتِهِ، وَذَلِكَ حُجَّةٌ قَاطِعَةٌ ، وَيَبْطُلُ بِذَلِكَ دَعْوَى مَنْ يَّزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَصَّ عَلَى عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ :( لَا تَجْتَمِعُ أمَّتِيْ عَلَى الضَّلاَلَةِ ) وَقَدِ اشْتَهَرَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَايَعَهُ عَلَى رُؤُوْسِ الْأشْهَادِ بَعْدَ أَنْ رَأَى ذَلِكَ مَصْلِحَةً .
وَظَهَرَ مِنْ بَرَكَةِ خِلاَفَتِهِ أُمُورٌ تَحَيَّرَتْ فِيهَا عُقُولُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَارْتَفَعَ بِيُمْنِ رَأْيِهِ الخِلاَفُ مِنْ بَيْنِ الْأُمَّةِ ، كَمَا شَرَّحْنَاهُ فِي الْكِفَايَةِ ۔