Deobandi Books

البداية في أصول الدين- یونیکوڈ - غیر موافق للمطبوع

10 - 78
ثُمَّ لَا تَمَدُّحَ فِي الْفَوْقِيَّةِ مِنْ حَيْثُ الْجِهَةِ ، إِذِ الْحارِسُ فَوْقَ السُّلْطَانِ مِنْ حَيْثُ الصُّورَةِ ، وَالسُّلْطَانُ فَوْقَهُ مِنْ حَيْثُ الْقَهْرِ وَالْوَلاَيَةِ، وَهُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) 
وَأَمَّا رَفْعُ الْأَيْدِيْ إِلَى السَّمَاءِ فِي وَقْتِ الدُّعَاءِ فَتَعَبُّدٌ مَحْضٌ ، كَوَضْعِ الْجِهَةِ عَلَى الْأَرْضِ فِي السُّجُودِ، وَالاسْتِقْبالِ إِلَى الْكَعْبَةِ فِي الصَّلاَةِ.
وَالْمُجَسِّمَةُ وَالْمُشَبِّهَةُ آيَاتٌ مُتَشَابِهَاتٌ ، وَأَخْبَارٌ يُتَمَسَّكُونَ بِظَواهِرِهَا ، وَلِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِيهَا طَرِيقَانِ : 
أَحَدُهُمَا قَبُولُهَا وَتَصْدِيقُهَا وَتَفْوِيضُ تَأْوِيْلِهَا إِلَى الله تَعَالَى ، مَع تَنْزِيْهِهِ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِذَاتِهِ، وَهُوَطَرِيقُ سَلَفِنَا الصَّالِحِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . 
وَالثَّانِيْ قَبُولُهَا وَالْبَحْثُ عَنْ تَأوِيْلِهَا عَلَى وَجْهٍ يَلِيْقُ بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى ، مُوَافِقًا لِاسْتِعْمَالِ أَهْلِ اللِّسَانِ، مِنْ غَيْرِ قَطْعٍ بِكَونِهِ مُرَادَ اللهِ تَعَالَى . 
فَطَرِيقُ السَّلَفِ أَسْلَمُ ، وَطَرِيقُ الْخَلْفِ أَحْكَمُ، وَاللهُ الْمُوَفِّقُ .
القَوْلُ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ
قَالَ أهْلُ السُّنَّةِ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى مَوْصُوفٌ بِصِفََاتِ الْكَمَالِ ، مُنَزَّهٌ عَنِ النَّقِيصَةِ وَالزَّوالِ، وَصِفَاتُهُ لَيْسَتْ بِأَعْرَاضٍ تَحْدُثُ وَتَنْعَدِمُ، بَلْ هِيَ أَزَلِيَّةٌ ، أبَدِيَّةٌ قَدِيمَةٌ، قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ، لَا تَشْبَهُ صِفََاتِ الْخَلْقِ بِوَجْهٍ مِّنَ الْوُجُوهِ ، فَهُوَ حَيٌّ ، عَالِمٌ ، قَادِرٌ ، سَمِيعٌ ، بَصِيرٌ ، مُرِيدٌ، مُتَكَلِّمٌ ، إِلَى مَا لَا يَتَنَاهَى مِنْ صِفََاتِ الْكَمَالِ، وَلَهُ حَيَاةٌ ، وَعِلْمٌ ، وَقُدْرَةٌ ، وَسَمْعٌ ، وَبَصَرٌ ، وَإِرَادَةٌ ، وَكَلاَمٌ .
x
ﻧﻤﺒﺮﻣﻀﻤﻮﻥﺻﻔﺤﮧﻭاﻟﺪ
1 فہرست 1 0
2 البِدَايَةُ فِيْ أُصُوْلِ الدِّيْنِ 1 1
3 القَوْلُ فِيْ مَدَارِكِ العُلُوْمِ 1 1
4 الْقَوْلُ فِيْ حَدَثِ الْعَالَمِ وَوُجُوْبِ الصَّانِعِ 4 1
5 اَلْقَوْلُ فِي تَوْحِيْدِ الصَّانِعِ 6 1
6 اَلْقَوْلُ فِي تَنْزِيهِ الصَّانِعِ عَنْ سِمَاتِ الْحَدَثِ 8 1
7 القَوْلُ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ 10 1
8 اَلْقَوْلُ فِي الْاِسْمِ وَالْمُسَمَّى 13 1
9 اَلْقَوْلُ فِيْ نَفْيِ الْمُمَاثَلَةِ وَالتَّشْبِيْهِ 14 1
10 القَوْلُ فِي أَزَلِيَّةِ كَلاَمِ اللَّهِ تَعَالَى 16 1
11 الْقَوْلُ فِي التَّكْوِيْنِ وَالْمُكَوَّنِ 20 1
12 القَوْلُ فِي جَوَازِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى 23 1
13 فَصْلٌ 28 1
14 اَلْقَوْلُ فِي الْإِرَادَةِ 28 1
15 اَلْقَوْلُ فِيْ إثْبَاتِ الرُّسُلِ 30 1
16 فَصْلٌ 32 1
17 القَوْلُ فِي خَوَاصِّ النُّبُوَّةِ 38 1
18 القَوْلُ فِي كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ 39 1
19 اَلْقَوْلُ فِي الْإمَامَةِ وَتَوَابِعِهَا 41 1
20 فَصَلٌ فِي إمَامَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ 43 1
21 القَوْلُ فِيْ مَسَائِلِ التَّعْدِيلِ وَالتَّجْوِيْرِ 46 1
22 القَوْلُ فِي الْاِسْتِطاعَةِ 47 1
23 القَوْلُ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِف 49 1
24 اَلْقَوْلُ فِي إِبْطَالِ التّوْلِيْدِ 53 1
25 الْقَوْلُ فِي تَكْلِيفِ مَا لَا يُطَاقُ 54 1
26 فَصْلٌ 58 1
27 الْقَوْلُ فِي نَفْيِ وُجُوبِ الْأَصْلَحِ 59 1
28 القَوْلُ فِي الْأَرْزَاقِ 60 1
29 الْقَوْلُ فِي الْآجَالِ 61 1
30 القَوْلُ فِي الْقَضَاءِ وَالْقَدْرِ 62 1
31 الْقَوْلُ فِي الْهُدى وَالْإِضْلاَلِ 64 1
32 الْقَوْلُ فِي أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ 65 1
33 فَصْلٌ 68 1
34 الْأُوْلَى مَسْأَلَةُ الشَّفَاعَةِ . 68 1
35 الثَّانِيَةُ مَسْأَلَةُ الْعَفْوِ عَنِ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ ، هَلْ يَجُوزُ فِي الْعَقْلِ أَمْ لَا ؟ 68 1
36 الثَّالِثَةُ أَنَّ الظُّلْمَ وَالسَّفَهَ وَالْكَذِبَ هَلْ هِيَ مَقْدُوْرَةٌ لِلّهِ تَعَالَی أَمْ لَا ؟ 69 1
37 الرَّابِعَةُ بَيَانُ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ 69 1
38 القَوْلُ فِي الْإيمَانِ وَالْإِسْلامِ 70 1
39 القَوْلُ فِي حَقِيقَةِ الْإيمَانِ 72 1
40 الْقَوْلُ فِي إيمَانِ الْمُقَلِّدِ 74 1
41 فَصْلٌ 75 1
42 القَوْلُ فِيمَا وَجَبَ الْإيمَانُ بِهِ بِالسَّمْعِ 76 1
Flag Counter