ذَلِكَ ، كَمَا قَامَتْ بِهِ الْحَيَاةُ ، لَا يَجُوزُ أَنْ يَقُولَ : أَنَا حَيٌّ إِنْ شَاءَ اللهُ ، وَكَذَا يَكُونُ مُؤْمِنًا عِنْدَ اللهِ تَعَالَى لِقِيَامِ الْإيمَانِ بِهِ فِي الْحالِ وَإِنْ عَلِمَ اللهُ تَعَالَى مِنْه أَنَّه يَفْكُرُ بَعْدَهَا ، كَمَا يَعْلَمُ تَعَالَى الْحَيَّ حَيًّا لِقِيَامِ الْحَيَاةِ بِهِ فِي الْحالِ وَإِنْ عَلِمَ أَنَّه يَمُوتُ بَعْدَهَا ، حَتَّى قُلْنَا إِنَّ إبْلِيسَ كَانَ مُؤْمِنًا وَسَعِيدًا حِينَ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى وَإِنْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّه يَكْفُرُ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :( وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ، أَرَادَ أَنَّه صَارَ مِنَ الْكَافِرِينَ ، كَمَا قَالَ فِي ابْنِ نُوْحٍ : ( فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) أَىْ صَارَ
ثُمَّ الْإيمَانُ وَالْإِسْلامُ وَاحِدٌ عِنْدَنَا ، خِلاَفًا لِأَصْحَابِ الظَّواهِرِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْإيمَانَ تَصْدِيقُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا أَخَبَرَ مِنْ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيه ، وَالْإِسْلامُ هُوَ الانْقِيَادُ وَالْخُضُوعُ لِأُلُوهِيَّتِهِ ، وَذَا لَا يَتَحَقَّقُ إِلَّا بِقَبُولِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، فَالْإيمَانُ لَا يَنْفَكُّ عَنِ الْإِسْلامِ حُكْمًا ، فَلَا يَتَغَايَرَانِ ، وَمَنْ أَثْبَتَ التَّغَايُرَ يُقَالُ لَهُ : مَا حُكْمُ مَنْ آمَنَ وَلَمْ يُسْلِمْ ، أَوْ أَسْلَمَ وَلَمْ يُؤْمِنْ ؟ فَإِنْ أَثْبَتَ لِأَحَدِهِمَا حُكْمًا لَيْسَ بِثَابِتٍ لِلْآخَرِ ، وَإِلَّا ظَهَرَ بُطْلَانُ قَوْلِهِ ، وَاللهُ الْمُوَفِّقُ وَالْهَادِي
القَوْلُ فِيمَا وَجَبَ الْإيمَانُ بِهِ بِالسَّمْعِ
نَقُولُ : مَا يُتَصَوَّرُ فِي الْعَقْلِ وُجُودُهُ إِذَا وَرَدَ السَّمْعُ بِهِ يَجِبُ قَبُولُهُ وَالْإيمَانُ بِهِ ، فَمِنْ ذَلِكَ السُّؤَالُ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَذَابُ فِي الْقَبْرِ ، حَقٌّ ثَابِتٌ عِنْدَنَا خِلاَفًا لِلْمُعْتَزِلَةِ ، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ بِإِعادَةِ الرُّوْحِ إِلَى الْجَسَدِ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِىُّ صَلَّی اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ دَفْنِ الْمَيْتِ : ( اسْتَغْفِرُوْا لِأَخِيْكُمْ فَإِنَّه الآنَ يُسْأَلُ ) ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( اسْتَنْزِهُوْا