وَالصَّحِيحُ مَا قُلْنَا : فَإِنَّ مَنْ قَالَ : الله ، صَحَّ أَنْ يُقَالَ : ذَكَرَ اللهَ ، وَصَحَّ أَيْضًا أَنْ يُّقَالَ: ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ لَا أنَّ الاسْمَ وَالْمُسَمىَّ وَاحِدٌ لَمَّا صَحَّ إِطْلَاقُ ذَلِكَ. دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ). وَنَقُوْلُ فِي الرُّكُوعِ : سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ . وَكَذَلِكَ تَعَارَفَ أَرْبَابُ اللِّسَانِ ، حَتَّى قَالَ شَاعِرُهُمْ :
إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيكُمَا وَمَنْ يَّبْكِ حَوْلًا كَامِلًا فَقَدِ اعْتَذَرْ
وَالْمُرَادُ مِنْهُ: ثُمَّ السَّلَامُ عَلَيكُمَا .
وَكَذَا إِذَا قَالَ الرَّجُلُ : زَيْنَبُ طَالِقٌ . وَاسْمُ امْرَأَتِهِ زَيْنَبُ. يَقَعُ الطَّلاَقُ عَلَى ذَاتِ الْمَرْأَةِ لَا عَلَى اسْمِهَا . إِلَّا أَنَّ الاسْمَ يُذْكَرُ وَيُرَادُ بِه التَّسْمِيَةُ، فَإِذَا اسْتُعْمِلَ الاسْمُ بِمَعْنَى التَّسمِيَةِ يَكُونُ غَيْرَ الْمُسَمَّى لَا مَحَالَةَ ، كَمَا يُقَالُ: مَا اسْمُكَ ؟ فَتَقُوْلُ: مُحَمَّدٌ . يُرِيْدُ السُّؤَالَ عَنِ التَّسْمِيَةِ، بِدَليلِ أَنَّهُ ذُكِرَ بِكَلِمَةِ " مَا "، وَأَنَّه لِغَيْرِ الْعُقَلاَءِ. ثُمَّ إِذَا اسْتُعْمِلَ بِكَلِمَةِ " مَنْ "، فَيُقَالُ : مَنْ مُحَمَّدٌ ؟ فَتَقُوْلُ : أَنَا . تُضِيفُ إِلَى الذَّاتِ، وَلَا تَقُولُ : إِنَّ مُحَمَّدًا اسْمِيْ. فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا .
اَلْقَوْلُ فِيْ نَفْيِ الْمُمَاثَلَةِ وَالتَّشْبِيْهِ
قَدْ أَثْبَتْنَا صِفََاتِ الْكَمَالِ لِلهِ تَعَالَى رَدًّا عَلَى الْمُعَطِّلَةِ. فَلَا بُدَّ مِنْ نَفْيِ الْمُمَاثَلَةِ وَالتَّشْبِيهِ رَدًّا عَلَى الْمُشَبِّهَةِ، لِيَتَّضِحَ الْمَنْهَجُ الْقَوِيمُ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيْمُ. فَكِلَا طَرَفَيِ الْأُمُورِ ذَمِيمٌ . وَ( خَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا )