وَكَذَا قَوْلُهُ عَزَّ اسْمُهُ :( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ۔ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) يَدُلُّ عَلَى رُؤْيَةِ الْمُؤْمِنِينَ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، فَإِنَّ أهْلَ اللُّغَةِ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ النَّظَرَ إِذَا تَعَدَّى بِكَلِمَةِ " إِلَى " يُرَادُ بِهِ رُؤْيَةُ الْعَيْنِ .
وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى :( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ )، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ وَاللِّقَاءُ هُوَ الرُّؤْيَةُ . وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى :( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )، ذَكَرَ عَامَّةُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ مَرْفُوعًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الزِّيادَةِ رُؤْيَةُ اللَّهِ تَعَالَى .
وَالْأَحادِيثُ فِي هَذَا الْبَابِ كَثِيرَةٌ ، وَأَشْهَرُهَا قَوْلُه عَلَيْه السَّلامُ :( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ )، وَفِي هَذَا تَشْبِيهُ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِرُؤْيَةِ الْقَمَرِ فِي التَّيَقُّنِ وَالْوُضُوحِ ، لَا تَشْبِيهُ الْمَرْئِىِّ