وَأَنْكَرَتِ الْباطِنِيَّةُ وَالْفَلاَسِفَةُ كَوْنَ الله تَعَالَى حَيًّا ، عَالِمًا ، قَادِرًا عَلَى التَّحْقِيقِ وَزَعَمَتْ أَنَّ مَا يُوصَفُ بِهِ الْخَلْقُ لَا يُوصَفُ بِه اللَّهُ تَعَالَى.
وَاعْتَرَفَتِ الْمُعْتَزِلَةُ بِاتِّصافِ اللهَ تَعَالَى بِأَنَّهُ حَيٌّ ، عَالِمٌ ، قَادِرٌ ، سَمِيْعٌ ، بَصِيْرٌ ، مُرِيدٌ ، مُتَكَلِّمٌ ، ولَكِنْ أَنْكَرَتْ وُجُودَ هَذِهِ الصِّفََاتِ وَقِيَامَهَا بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى ، إِلَّا فِي الْكَلاَمِ والْإِرَادَةِ ، وَالْفِعْلِ ، وَزَعَمَتْ أَنَّهَا حادِثَةٌ ، غَيْرُ قَائِمَةٍ بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى .
وَقَسَّمْتِ الْأَشْعَرِيَّةُ الصِّفََاتِ عَلَى قِسْمَيْنِ ، صِفََاتُ ذَاتٍ ، وَصِفََاتُ فِعْلٍ ، وَزَعَمَتْ أَنَّ صِفََاتِ الذَّاتِ قَدِيمَةٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَصِفََاتِ الْفِعْلِ حادِثَةٌ غَيْرُ قَائِمَةٍ بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَبَيَانُ ذَلِكَ يَأتِيْ فِي مَسْأَلَةِ " التَّكْوِيْنِ وَالْمُكَوِّنِ " إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى .
وَدَلالَةُ صِحَّةِ مَا قُلْنَا مَا تَمَدَّحَ الله تَعَالَى بِهِ في كِتَابَهِ، وَتَعَرَّفَ إِلَى عِبَادِهِ بِأَسْمائِهِ الْحُسْنَى ، فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ:( هُوَ الْحَىُّ لَا إلَهَ إِلَّا هُوَ)، وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ ( وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيْمُ )، وَقَالَ :( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )، وَقَالَ :( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيْرُ )، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ :( هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ) إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ.