Deobandi Books

البداية في أصول الدين- یونیکوڈ - غیر موافق للمطبوع

55 - 78
نَوْعُ تَعْذِيبٍ لَهُ عَلَى ارْتِكَابِهِ الْمَحْظُورَ يُوَضِّحُهُ أَنَّه يَكُونُ فِي الْقِيَامَةِ ۔ وَهِي دَارُ الْجِزَاءِ لَا دَارُ الابْتِلاَءِ ۔
فَإِنْ قِيلَ أَلَيْسَ أَنَّه كَلَّفَ أَبَا جَهْلٍ وَفِرْعَوْنَ بِالْإيمَانِ وَعَلِمَ أَنَّهُمَا لَا يُؤْمِنَانِ وَخِلاَفُ مَعْلُومِ اللهِ تَعَالَى مَحَالٌ
قُلْنَا أَوَّلُ مَا يَلْزَمُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ مُخَالَفَةٌ لِإِجْمَاعٍ ثُمَّ تَكْذِيبُ إِخْبَارِ اللهِ تَعَالَى أَمَّا مُخَالَفَةُ الْاِجمْاَعِ فَإِنَّ الْأُمَّةَ أَجْمَعَتْ عَلَى أَنَّ تَكْلِيفَ مَا لَيْسَ فِي الْوُسْعِ لَيْسَ بِكَائِنٍ أَصْلًا وَإِنَّمَا الاخْتِلاَفُ فِي جَوَازِهِ عَقْلًا
وَأَمَّا تَكذِيبُ خَبرِ اللهِ تَعَالَى قَولُه عَزَّ وَعَلَا( لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا ) وُسْعَهَا وَالْمَحَالُ لَيْسَ فِي وُسْعِ أَحَدٍ

وَقولُهُ خِلاَفُ مَعْلُومِ اللهِ تَعَالَى مَحَالٌ ۔ قُلْنَا الْمَحَالُ مَا لَا يُمْكِنُ فِي الْعَقْلِ تَقْديرُ وُجُودِهِ وَالْجَائِزُ مَا يُمْكِنُ وَإِنَّمَا يُقَدَّرُ وَجُودُ الشَّيْءِ وَعَدَمُهُ فِي ذَاتِه مِنْ غَيْرِ النِّسْبَةِ إِلَى عِلْمِ اللهِ تَعَالَى وَإِرَادَتِهِ وَدَلالَةُ ذَلِكَ أَنَّا اتَّفَقْنَا عَلَى أَنَّ الْعَالَمَ جَائِزُ الْوُجُودِ وَالْعَدَمِ مَعَ عِلْمِ اللهِ تَعَالَى  أَنَّه سَيُوجَدُ وَتَحْقِيقُ وُجُودِهِ فِي الْحالِ لَا يُوجِبُ كَوْنَهُ وَاجِبًا إِذْ لَوْ صَارَ مَا عَلِمَ وُجُودَهُ وَاجِبًا وَمَا عَلِمَ أَنْ لَا يُوجَدَ مُسْتَحِيلًا لَمْ يَكُنْ لِجَائِزِ الْوُجُودِ تَحَقُّقٌ وَتَكُونُ الإِرَادَةُ لِتَمْيِيْزِ الْوَاجِبِ مِنَ الْمَحَالِ لَا لِتَخْصِيصِ أَحَدِ الْجَائِزَيْنِ مِنَ الْآخَرِ وَإِنَّه خِلاَفُ قَوْلِ الْعُقَلاَءِ فَإِنْ قِيلَ لَوْ جَازَ وُجُودُ خِلاَفِ مَعْمُولِ اللهِ تَعَالَى لَكَانَ فِيه تَجْهِيلُ اللهِ تَعَالَى
قُلْنَا التَّجْهِيلُ فِي نَفْسِ الْوُجُودِ لَا فِي تَصَوُّرِه فَإِنَّ عِلْمَ اللهِ تَعَالَى فِيه أَنْ لَا يُوجَدَ مَعَ تَصَوُّرِ وُجُودِهِ وذَالِكَ تَحْقِيقُ عِلْمِ اللهِ تَعَالَى لَا تَجْهِيلُهُ وبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ 
x
ﻧﻤﺒﺮﻣﻀﻤﻮﻥﺻﻔﺤﮧﻭاﻟﺪ
1 فہرست 1 0
2 البِدَايَةُ فِيْ أُصُوْلِ الدِّيْنِ 1 1
3 القَوْلُ فِيْ مَدَارِكِ العُلُوْمِ 1 1
4 الْقَوْلُ فِيْ حَدَثِ الْعَالَمِ وَوُجُوْبِ الصَّانِعِ 4 1
5 اَلْقَوْلُ فِي تَوْحِيْدِ الصَّانِعِ 6 1
6 اَلْقَوْلُ فِي تَنْزِيهِ الصَّانِعِ عَنْ سِمَاتِ الْحَدَثِ 8 1
7 القَوْلُ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ 10 1
8 اَلْقَوْلُ فِي الْاِسْمِ وَالْمُسَمَّى 13 1
9 اَلْقَوْلُ فِيْ نَفْيِ الْمُمَاثَلَةِ وَالتَّشْبِيْهِ 14 1
10 القَوْلُ فِي أَزَلِيَّةِ كَلاَمِ اللَّهِ تَعَالَى 16 1
11 الْقَوْلُ فِي التَّكْوِيْنِ وَالْمُكَوَّنِ 20 1
12 القَوْلُ فِي جَوَازِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى 23 1
13 فَصْلٌ 28 1
14 اَلْقَوْلُ فِي الْإِرَادَةِ 28 1
15 اَلْقَوْلُ فِيْ إثْبَاتِ الرُّسُلِ 30 1
16 فَصْلٌ 32 1
17 القَوْلُ فِي خَوَاصِّ النُّبُوَّةِ 38 1
18 القَوْلُ فِي كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ 39 1
19 اَلْقَوْلُ فِي الْإمَامَةِ وَتَوَابِعِهَا 41 1
20 فَصَلٌ فِي إمَامَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ 43 1
21 القَوْلُ فِيْ مَسَائِلِ التَّعْدِيلِ وَالتَّجْوِيْرِ 46 1
22 القَوْلُ فِي الْاِسْتِطاعَةِ 47 1
23 القَوْلُ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِف 49 1
24 اَلْقَوْلُ فِي إِبْطَالِ التّوْلِيْدِ 53 1
25 الْقَوْلُ فِي تَكْلِيفِ مَا لَا يُطَاقُ 54 1
26 فَصْلٌ 58 1
27 الْقَوْلُ فِي نَفْيِ وُجُوبِ الْأَصْلَحِ 59 1
28 القَوْلُ فِي الْأَرْزَاقِ 60 1
29 الْقَوْلُ فِي الْآجَالِ 61 1
30 القَوْلُ فِي الْقَضَاءِ وَالْقَدْرِ 62 1
31 الْقَوْلُ فِي الْهُدى وَالْإِضْلاَلِ 64 1
32 الْقَوْلُ فِي أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ 65 1
33 فَصْلٌ 68 1
34 الْأُوْلَى مَسْأَلَةُ الشَّفَاعَةِ . 68 1
35 الثَّانِيَةُ مَسْأَلَةُ الْعَفْوِ عَنِ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ ، هَلْ يَجُوزُ فِي الْعَقْلِ أَمْ لَا ؟ 68 1
36 الثَّالِثَةُ أَنَّ الظُّلْمَ وَالسَّفَهَ وَالْكَذِبَ هَلْ هِيَ مَقْدُوْرَةٌ لِلّهِ تَعَالَی أَمْ لَا ؟ 69 1
37 الرَّابِعَةُ بَيَانُ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ 69 1
38 القَوْلُ فِي الْإيمَانِ وَالْإِسْلامِ 70 1
39 القَوْلُ فِي حَقِيقَةِ الْإيمَانِ 72 1
40 الْقَوْلُ فِي إيمَانِ الْمُقَلِّدِ 74 1
41 فَصْلٌ 75 1
42 القَوْلُ فِيمَا وَجَبَ الْإيمَانُ بِهِ بِالسَّمْعِ 76 1
Flag Counter