أَبِي وَقَّاصٍ ، رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجَمْعَيْنَ .
ثُمَّ فَوَّضَ الْأَمْرَ خَمْسَتُهُمْ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَرَضُوا بِحُكْمِهِ، فَاخْتَارَ هُوَ عُثْمانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَبَايَعَ لَهُ بِمَحْضَرٍ مِّنَ الصَّحَابَةِ ، فَبَايَعُوا لَهُ وَانْقَادُوا لِأَوَامِرِهِ وَصَلُّوا مَعَهُ الْجُمَعَ وَالْأَعْيَادَ مُدَّةَ خِلاَفَتِهِ ، فَكَانَ إِجْمَاعًا مِنْهُمْ عَلَى خِلاَفَتِهِ، وَمَا نُقِلَ عَنْهُ مِمَّا يُوهِمُ ظَاهِرُهُ الطَّعْنَ فِيهِ فَبَعْضُهُ اِفْتِرَاءٌ عَلَيْهِ وَبَعْضُهُ مُؤَوَّلٌُ بِتَأْوِيْلٍ صَحِيْحٍ يَلِيْقُ بِحَالِهِ ، فَلَا يُعَارِضُ مَا هُوَ حُجَّةٌ قَطْعًا .
ثُمَّ اسْتُشْهِدَ عُثْمانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَتُرِكَ الْأَمْرُ مُهْمَلًا ، حَتَّى اجْتَمَعَ كِبَارُ الصَّحَابَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَالْتَمَسُوا مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبُولَ الْخِلاَفَةِ وَأَقْسَمُوْا عَلَيْهِ حَتَّى قَبِلَهَا، فَبَايَعَهُ مَنْ حَضَرَ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَمَنْ خَالَفَهُ أَوْ قَاتَلَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ كَانَ عَنْ ظَنٍّ وَّاجْتِهَادٍ ، وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هُوَ الْمُصِيْبُ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ، إِذْ هُوَ أفْضَلُ أَهْلِ عَصْرِهِ وَأَوْلَاهُم بِالْإمَامَةِ وَرُوِيَ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ وَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا .
وَخُتِمَتْ خِلاَفَةُ النُّبُوَّةِ بِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَإِنَّهُ اسْتُشْهِدَ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثِيْنَ سَنَةً.