Deobandi Books

البداية في أصول الدين- یونیکوڈ - غیر موافق للمطبوع

12 - 78
فَنَقُولُ : لَمَّا اتَّصَفَ اللهُ تَعَالَى بِكَوْنِهِ حَيًّا ، عَالِمًا ، قَادِرًا عَلَى التَّحْقِيقِ ۔ وَهَذِهِ أَسْمَاءٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ مَعَانٍ مَخْصُوصَةٍ عِنْدَ أَرْبَابِ اللِّسَانِ ۔ فَإِذَا أُطْلِقَتْ هَذِهِ الْأَسَامِيْ عَلَى ذَاتٍ يُرَادُ بِهَا إِثْبَاتُ مَأْخَذِ الاشْتِقَاقِ ، لَا مُجَرَّدَ تَعْرِيْفِ الذَّاتِ ۔ فَلَوْ لَمْ تُكَنِ الْحَيَاةُ وَالْعِلْمُ قَائِمَةً بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَانَ إِطْلاقُ هَذِهِ الْأَسَامِيْ عَلَيْه بِطَرِيقِ اللَّقَبِ وَالْعَلَمِ ۔ لَا بِطَرِيقِ الْحَقِيقَةِ ۔ وَهَذَا لَا يَجُوْزُ ۔
فَإِنْ قِيْلَ : لَوْ أَثْبَتْنَا هَذِهِ الْمَعَانِيْ وَراءَ الذَّاتِ لَزِمَنَا الْقَوْلُ بِالْقُدَمَاءِ : وَإِنَّهُ مُنَافٍ لِلتَّوْحِيْدِ .
قُلْنَا مَهْمَا دَلَلْنَا عَلَى أَنَّ إِطْلاقَ الْأَسَامِيْ الْمُشْتَقَّةِ عَلَى الذَّاتِ بِطَرِيقِ الْحَقِيقَةِ يَقْتَضِيْ قِيَامَ هَذِهِ الْمَعَانِيْ بِالذَّاتِ وَجَبَ الْقَوْلُ بِقِيَامِهَا بِذَاتِ اللَّه تَعَالَى ، نَظَرًا إِلَى هَذِهِ الْأَسَامِيْ ، وَالْقَوْلُ بِالْقُدَمَاءِ إِنَّمَا يَلْزَمُ أَنْ لَّوْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَعَانِيْ أَغْيَارًا لِلذََّاتِ وَنَحْن نُنْكِرُ ذَلِكَ وَمَنِ ادَّعَاهُ فَعَلَيْه الْبَيَانُ .
ثُمَّ نَتَبَرَّعُ بَيَانَ ذَلِكَ فَنَقُولُ ، صِفَاتُهُ تَعَالَى لَيْسَتْ عَيْنَ الذَّاتِ، كَمَا زَعَمَتِ الْمُعْتَزِلَةُ ، وَلَيْسَتْ غَيْرَ الذّاتِ ، كَمَا ذَهَبَتْ إِلَيهِ الْكَرَّامِيَّةُ ، بَلْ نَقُولُ : كُلُّ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ لَيْسَتْ هِي الذَّاتُ ، وَلَا غَيْرُهُ وَكَذَا كُلُّ صِفَةٍ مَعَ صِفَةٍ أُخْرَى ، لَا هِي عَيْنُهَا ولَا غَيْرُهَا ، لِأَنَّ حَدَّ الْغَيْرَيْنِ مَوْجُودَانِ يُتَصَوَّرُ وُجُودُ أَحَدِهِمَا مَع عَدَمِ الْآخَر ، وَذَا لَا يُتَصَوَّرُ فِي صِفََاتِ اللَّهِ تَعَالَى مَعَ ذَاتِهِ ، وَلَا فِي كُلِّ صِفَةٍ مَع صِفَةٍ أُخْرَى ، فَلَا يَكُونَانِ مُتَغايِرَيْنِ ، كَالْْوَاحِدِ مَع الْعَشَرَةِ ، بِخِلاَفِ الصِّفََاتِ الْمُحْدَثَةِ فَإِنَّ قِيَامَ الذَّاتِ بِدُوْنِ تِلْكَ الصِّفََاتِ الْمُعَيَّنَةِ مُتَصَوِّرٌ ، فَتَكُونُ غَيْرَ الذَّاتِ .
وَيَجُوزُ أَن يَّكُونَ لِلهِ تَعَالَى صِفََاتٌ لَا نَعْرِفُهَا عَلَى التَّفْصِيْلِ، عِنْدَنَا ، خِلاَفًا لِلْمُعْتَزِلَةِ وَكَذَلِكَ فِي الْأَسْماءِ ، لِقَوْلِهِ عَلَيْه السَّلامُ :" أَنَا أَعْلَمُكُم بِاللهِ وَأَخْشَاكُمْ لِلهِ "، وَكَذَا قَال عَلِيْهِ السَّلامُ :" أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِه نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِيْ كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِّنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِه فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ" 
x
ﻧﻤﺒﺮﻣﻀﻤﻮﻥﺻﻔﺤﮧﻭاﻟﺪ
1 فہرست 1 0
2 البِدَايَةُ فِيْ أُصُوْلِ الدِّيْنِ 1 1
3 القَوْلُ فِيْ مَدَارِكِ العُلُوْمِ 1 1
4 الْقَوْلُ فِيْ حَدَثِ الْعَالَمِ وَوُجُوْبِ الصَّانِعِ 4 1
5 اَلْقَوْلُ فِي تَوْحِيْدِ الصَّانِعِ 6 1
6 اَلْقَوْلُ فِي تَنْزِيهِ الصَّانِعِ عَنْ سِمَاتِ الْحَدَثِ 8 1
7 القَوْلُ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ 10 1
8 اَلْقَوْلُ فِي الْاِسْمِ وَالْمُسَمَّى 13 1
9 اَلْقَوْلُ فِيْ نَفْيِ الْمُمَاثَلَةِ وَالتَّشْبِيْهِ 14 1
10 القَوْلُ فِي أَزَلِيَّةِ كَلاَمِ اللَّهِ تَعَالَى 16 1
11 الْقَوْلُ فِي التَّكْوِيْنِ وَالْمُكَوَّنِ 20 1
12 القَوْلُ فِي جَوَازِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى 23 1
13 فَصْلٌ 28 1
14 اَلْقَوْلُ فِي الْإِرَادَةِ 28 1
15 اَلْقَوْلُ فِيْ إثْبَاتِ الرُّسُلِ 30 1
16 فَصْلٌ 32 1
17 القَوْلُ فِي خَوَاصِّ النُّبُوَّةِ 38 1
18 القَوْلُ فِي كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ 39 1
19 اَلْقَوْلُ فِي الْإمَامَةِ وَتَوَابِعِهَا 41 1
20 فَصَلٌ فِي إمَامَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ 43 1
21 القَوْلُ فِيْ مَسَائِلِ التَّعْدِيلِ وَالتَّجْوِيْرِ 46 1
22 القَوْلُ فِي الْاِسْتِطاعَةِ 47 1
23 القَوْلُ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِف 49 1
24 اَلْقَوْلُ فِي إِبْطَالِ التّوْلِيْدِ 53 1
25 الْقَوْلُ فِي تَكْلِيفِ مَا لَا يُطَاقُ 54 1
26 فَصْلٌ 58 1
27 الْقَوْلُ فِي نَفْيِ وُجُوبِ الْأَصْلَحِ 59 1
28 القَوْلُ فِي الْأَرْزَاقِ 60 1
29 الْقَوْلُ فِي الْآجَالِ 61 1
30 القَوْلُ فِي الْقَضَاءِ وَالْقَدْرِ 62 1
31 الْقَوْلُ فِي الْهُدى وَالْإِضْلاَلِ 64 1
32 الْقَوْلُ فِي أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ 65 1
33 فَصْلٌ 68 1
34 الْأُوْلَى مَسْأَلَةُ الشَّفَاعَةِ . 68 1
35 الثَّانِيَةُ مَسْأَلَةُ الْعَفْوِ عَنِ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ ، هَلْ يَجُوزُ فِي الْعَقْلِ أَمْ لَا ؟ 68 1
36 الثَّالِثَةُ أَنَّ الظُّلْمَ وَالسَّفَهَ وَالْكَذِبَ هَلْ هِيَ مَقْدُوْرَةٌ لِلّهِ تَعَالَی أَمْ لَا ؟ 69 1
37 الرَّابِعَةُ بَيَانُ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ 69 1
38 القَوْلُ فِي الْإيمَانِ وَالْإِسْلامِ 70 1
39 القَوْلُ فِي حَقِيقَةِ الْإيمَانِ 72 1
40 الْقَوْلُ فِي إيمَانِ الْمُقَلِّدِ 74 1
41 فَصْلٌ 75 1
42 القَوْلُ فِيمَا وَجَبَ الْإيمَانُ بِهِ بِالسَّمْعِ 76 1
Flag Counter