Deobandi Books

البداية في أصول الدين- یونیکوڈ - غیر موافق للمطبوع

71 - 78
حُسْنُ بَعْضِ الْأَشْيَاءِ وَقُبْحُهُ ، وَيُعْرَفُ أَيْضًا حَدَثُ الْعَالَمِ وَقِدَمُ الصَّانِعِ ، وَقَالَتْ الْمَلاَحِدَةُ وَالرَّوَافِضُ وَالْمُشَبِّهَةُ وَالْخَوَارِجُ الْمُحَكِّمَةُ : لَا یُعرَفُ بِالْعَقْلِ شَيْءٌ ، وَلا يَجِبُ بِهِ شَيْءٌ ، وَقَالَتْ الْمُعْتَزِلَةُ : الْعَقْلُ مُوجِبُ الْإيمَانَ بِاللهِ تَعَالَى ، وَشُكْرَ نِعَمِهِ ، وَمُثْبِتُ الْأَحْكَامِ بِذَاتِه ، وَعِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ ، الْعَقْلُ آلَةٌ يُعْرَفُ بِهَا حُسْنُ الْأَشْيَاءِ وَقُبْحُهَا وَوُجُوبُ الْإيمَانِ وَشُكْرُ الْمُنعِمِ، وَالْمُعَرِّفُ وَالْمُوجِبُ فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ اللهُ تَعَالَى ، لَكِنْ بِوَاسِطَةِ الْعَقْلِ ۔
ثُمَّ الصَّبِيُّ الْعَاقِلُ إِذَا كَانَ بِحالٍ يُمْكِنُهُ الاسْتِدْلَالُ ، هَلْ تَجِبُ عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى أَمْ لَا ؟ قَالَ الشَّيْخُ الْإمَامُ أَبُو مَنْصُورٍ المَاتُرِيدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَكَثِيرٌ مِنْ مَشَائِخِ الْعِرَاقِ : يَجِبُ عَلَيه ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا يَجِبُ عَلَيْهِ قَبْلَ الْبُلُوغِ شَيْءٌ 
وَدَلالَةُ كَوْنِ الْعَقْلِ حُجَّةً قولُهُ عَزَّ وجَلَّ : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْه مَسْئُولًا ) ، وَالسَّمْعُ يَخْتَصُّ بِالْمَسْمُوعَاتِ، وَالْبَصَرُ بِالْمُبْصَرَاتِ ، وَالْفُؤَادُ بِالْمَعْقُولَاتِ ، مَعَ أَنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ لَا يَسْتَغْنِيَانِ عَنِ الْعَقْلِ ، لِأَنَّ السَّمْعَ يَسْمَعُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ، وَالْبَصَرَ يَبْصُرُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ، وَلَا يُمْكِنُ التَّمْيِيْزُ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْعَقْلِ ، يُوضِحُهُ أَنَّ قَوْلَ الرَّسُولِ خَبَرُ الْوَاحِدَ ، وَهُوَ فِي ذَاتِه مُحْتَمَلٌ الصِّدْقَ وَالْكَذِبَ ، وَلَا يُمْكِنُ التَّمْيِيْزُ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْمُعْجِزَةِ ، وَالْفَاصِلُ بَيْنَ الْمُعْجِزَةِ وَالْمُخْرِقَةِ هُوَ الْعَقْلُ فَإِذَنْ مَدَارُ الْمَعَارِفِ وَالمَوَاجِبِ بِالتَّحْقِيقِ عَلَى الْعَقْلِ ، وَلِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ نَاظَرُوا قَوْمَهُمْ بِالدَّلائِلِ الْعَقْلِيَّةِ خَاصَّةً ، وَحَاجَّ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَعَ الْمَلِكِ وَأَبِيه وَقَوْمِهِ ، كَمَا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيه آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ) الآيَةُ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِأَبِيه وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ) ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ( مَا هَذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ) ، وَحُصُولُ الْعِلْمِ بِتِلْكَ الدَّلائِلِ الْعَقْلِيَّةِ لَا يَتَوَقَّفُ عَلَى قَوْلِ الرَّسُولِ
x
ﻧﻤﺒﺮﻣﻀﻤﻮﻥﺻﻔﺤﮧﻭاﻟﺪ
1 فہرست 1 0
2 البِدَايَةُ فِيْ أُصُوْلِ الدِّيْنِ 1 1
3 القَوْلُ فِيْ مَدَارِكِ العُلُوْمِ 1 1
4 الْقَوْلُ فِيْ حَدَثِ الْعَالَمِ وَوُجُوْبِ الصَّانِعِ 4 1
5 اَلْقَوْلُ فِي تَوْحِيْدِ الصَّانِعِ 6 1
6 اَلْقَوْلُ فِي تَنْزِيهِ الصَّانِعِ عَنْ سِمَاتِ الْحَدَثِ 8 1
7 القَوْلُ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ 10 1
8 اَلْقَوْلُ فِي الْاِسْمِ وَالْمُسَمَّى 13 1
9 اَلْقَوْلُ فِيْ نَفْيِ الْمُمَاثَلَةِ وَالتَّشْبِيْهِ 14 1
10 القَوْلُ فِي أَزَلِيَّةِ كَلاَمِ اللَّهِ تَعَالَى 16 1
11 الْقَوْلُ فِي التَّكْوِيْنِ وَالْمُكَوَّنِ 20 1
12 القَوْلُ فِي جَوَازِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى 23 1
13 فَصْلٌ 28 1
14 اَلْقَوْلُ فِي الْإِرَادَةِ 28 1
15 اَلْقَوْلُ فِيْ إثْبَاتِ الرُّسُلِ 30 1
16 فَصْلٌ 32 1
17 القَوْلُ فِي خَوَاصِّ النُّبُوَّةِ 38 1
18 القَوْلُ فِي كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ 39 1
19 اَلْقَوْلُ فِي الْإمَامَةِ وَتَوَابِعِهَا 41 1
20 فَصَلٌ فِي إمَامَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ 43 1
21 القَوْلُ فِيْ مَسَائِلِ التَّعْدِيلِ وَالتَّجْوِيْرِ 46 1
22 القَوْلُ فِي الْاِسْتِطاعَةِ 47 1
23 القَوْلُ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِف 49 1
24 اَلْقَوْلُ فِي إِبْطَالِ التّوْلِيْدِ 53 1
25 الْقَوْلُ فِي تَكْلِيفِ مَا لَا يُطَاقُ 54 1
26 فَصْلٌ 58 1
27 الْقَوْلُ فِي نَفْيِ وُجُوبِ الْأَصْلَحِ 59 1
28 القَوْلُ فِي الْأَرْزَاقِ 60 1
29 الْقَوْلُ فِي الْآجَالِ 61 1
30 القَوْلُ فِي الْقَضَاءِ وَالْقَدْرِ 62 1
31 الْقَوْلُ فِي الْهُدى وَالْإِضْلاَلِ 64 1
32 الْقَوْلُ فِي أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ 65 1
33 فَصْلٌ 68 1
34 الْأُوْلَى مَسْأَلَةُ الشَّفَاعَةِ . 68 1
35 الثَّانِيَةُ مَسْأَلَةُ الْعَفْوِ عَنِ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ ، هَلْ يَجُوزُ فِي الْعَقْلِ أَمْ لَا ؟ 68 1
36 الثَّالِثَةُ أَنَّ الظُّلْمَ وَالسَّفَهَ وَالْكَذِبَ هَلْ هِيَ مَقْدُوْرَةٌ لِلّهِ تَعَالَی أَمْ لَا ؟ 69 1
37 الرَّابِعَةُ بَيَانُ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ 69 1
38 القَوْلُ فِي الْإيمَانِ وَالْإِسْلامِ 70 1
39 القَوْلُ فِي حَقِيقَةِ الْإيمَانِ 72 1
40 الْقَوْلُ فِي إيمَانِ الْمُقَلِّدِ 74 1
41 فَصْلٌ 75 1
42 القَوْلُ فِيمَا وَجَبَ الْإيمَانُ بِهِ بِالسَّمْعِ 76 1
Flag Counter