Deobandi Books

البداية في أصول الدين- یونیکوڈ - غیر موافق للمطبوع

7 - 78
فَإِنْ قِيْلَ: إِذَا عَلِمَ أَحَدُهُمَا أَنَّ الْآخَرَ يُرِيْدُ خَلْقَ الْحَيَاةِ فِيْ جِسْمٍ يُوَافِقُهُ فِيْ ذَلِكَ وَلَا يُخَالِفُهُ بِإِرَادَةِ الْمَوْتِ فِيْهِ ، خُصُوصاً عَلَى أَصْلِكُمْ أَنَّ الْإِرَادَةَ تُلَازِمُ الْعِلْمَ.
قُلْنَا: هَذِهِ الْمُوَافَقَةُ بَيْنَهُمَا إِمَّا أَنْ تَقَعَ ضَرُورَةً أَوْ اخْتِيَاراً إِنْ قُلْتَ: ضَرُوْرَةً، كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مُضْطَرّاً إِلَى مُوَافَقَةِ صَاحِبِهِ فَيَكُونَانِ عَاجِزَيْنِ، وَإِنْ قُلْتَ اخْتِيَاراً ، يُمْكِنُ تَقْدِيْرُ اخْتِيَارِ الْخِلَافِ بَيْنَهُمَا، فَيَتَوَجَّهُ التَّقْسِيْمُ.
وَقَوْلُهُ: إِنَّ الْإِرَادَةَ تُلَازِمُ الْعِلْمَ، قُلْنَا: عِنْدَنَا الْإِرَادَةُ تُلَازِمُ الْفِعْلَ دُونَ الْعِلْمِ، إِذْ لَيْسَ مِنْ ضَرُورَةِ كَوْنِ الشَّيْءِ مَعْلُوماً أَن يَّكُونَ مُرَاداً ، فَإنَّ ذَاتَ اللهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهُ مَعْلُومٌ لَهُ، وَلَيْسَ بِمُرَادٍ لَهُ، وَكَذَلِكَ الْمَعْدُومُ مَعْلُومٌ لَهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَوْ وُجِدَ كَيْفَ يُوْجَدُ، مَعْلُومٌ لَهُ وَلَيْسَ بِمُرَادٍ لَهُ.
أَمَّا الرَّدُّ عَلَى مَنْ قَالَ بِالنُّورِ وَالظُّلْمَةِ، فَنَقُولُ: وَافَقْتُمُونَا عَلَى أَنَّ الظُّلْمَةَ حَادِثَةٌ ، فَنَقُولُ: حُدُوثُ الظُّلْمَةِ بِذَاتِهَا أَمْ بَإحْدَاثِ النُّورِ إيَّاهَا ؟ إنْ قُلْتُمْ: بِذَاتِهَا ، فَقَدْ صَرَّحْتُمْ بِحُدُوثِ شَيْءٍ بِدُونِ صَانِعٍ ، وَفِيْهِ تَعْطِيْلُ الصَّانِعِ ، لَا إثْبَاتُ الصَّانِعَيْنَ ، وَإنْ قُلْتُمْ : بِإحْدَاثِ النُّورِ إيَّاهَا ، فَقَدْ أقْرَرْتُمْ أَنَّهُ أَحْدَثَ أَصْلَ الشُّرُورِ وَالْقَبَائِحِ .
وَأَمَّا قَوْلُ الْمُثَلَّثَةِ فَبَاطِلٌ أَيْضاً ، لِأَنَّهُ لَا دَلِيْلَ عَلَى تَقْسِيْمِهِمْ بِثَلَاثَةِ أَقَانِيْمَ لَا مِنْ جِهَةِ الْعَقْلِ وَلَا مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ ، وَلِأنَّهُمْ جَعَلُوا الذَّاتَ مَعَ الْعِلْمِ وَالْحَيَاةِ ثَلَاثَةً ، فَهَلَّا جَعَلُوهُ مَعَ الْقُدْرَةِ وَالْإِرَادَةِ خَمْسَةً ، وَمَعَ السَّمْعِ وَالْبَصَرَ سَبْعَةً ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صِفََاتِ الْكَمَالِ. 
وَقَوْلُ مَنْ جَعَلَ مَرْيَمَ صَاحِبَةً وَعِيسَى وَلَدًا أَشْنَعُ ، إِذْ فِيه إِثْبَاتُ الْحَاجَةِ وَالتَّجْزِئَةِ لِلهِ تَعَالَى ، وَذَلِكَ مِنْ أَمَارَاتِ الْحُدُوثِ . 
وَأَمَّا الرَّدُّ عَلَى الطَّبَائِعِيَّةِ ، فَنَقُولُ ، الْحَرارَةُ وَالْبُرُودَةُ وَالرُّطُوبَةُ وَالْيُبُوسَةُ كُلُّهَا أَعْرَاضٌ لَا قِيَامَ لَهَا بِذَاتِهَا وَلَا بَقاءَ لَهَا فِيْ نَفْسِهَا، وَهِيَ تَحْدُثُ سَاعَةً فَسَاعَةً ، وَمَحَالُهَا مَحَالُ الْحَوَادِثِ ، فَتَكُونُ أيَْضاً حَادِثَةً فَلَابُدَّ لَهَا مِنْ مُحْدِثٍ .
x
ﻧﻤﺒﺮﻣﻀﻤﻮﻥﺻﻔﺤﮧﻭاﻟﺪ
1 فہرست 1 0
2 البِدَايَةُ فِيْ أُصُوْلِ الدِّيْنِ 1 1
3 القَوْلُ فِيْ مَدَارِكِ العُلُوْمِ 1 1
4 الْقَوْلُ فِيْ حَدَثِ الْعَالَمِ وَوُجُوْبِ الصَّانِعِ 4 1
5 اَلْقَوْلُ فِي تَوْحِيْدِ الصَّانِعِ 6 1
6 اَلْقَوْلُ فِي تَنْزِيهِ الصَّانِعِ عَنْ سِمَاتِ الْحَدَثِ 8 1
7 القَوْلُ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ 10 1
8 اَلْقَوْلُ فِي الْاِسْمِ وَالْمُسَمَّى 13 1
9 اَلْقَوْلُ فِيْ نَفْيِ الْمُمَاثَلَةِ وَالتَّشْبِيْهِ 14 1
10 القَوْلُ فِي أَزَلِيَّةِ كَلاَمِ اللَّهِ تَعَالَى 16 1
11 الْقَوْلُ فِي التَّكْوِيْنِ وَالْمُكَوَّنِ 20 1
12 القَوْلُ فِي جَوَازِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى 23 1
13 فَصْلٌ 28 1
14 اَلْقَوْلُ فِي الْإِرَادَةِ 28 1
15 اَلْقَوْلُ فِيْ إثْبَاتِ الرُّسُلِ 30 1
16 فَصْلٌ 32 1
17 القَوْلُ فِي خَوَاصِّ النُّبُوَّةِ 38 1
18 القَوْلُ فِي كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ 39 1
19 اَلْقَوْلُ فِي الْإمَامَةِ وَتَوَابِعِهَا 41 1
20 فَصَلٌ فِي إمَامَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ 43 1
21 القَوْلُ فِيْ مَسَائِلِ التَّعْدِيلِ وَالتَّجْوِيْرِ 46 1
22 القَوْلُ فِي الْاِسْتِطاعَةِ 47 1
23 القَوْلُ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِف 49 1
24 اَلْقَوْلُ فِي إِبْطَالِ التّوْلِيْدِ 53 1
25 الْقَوْلُ فِي تَكْلِيفِ مَا لَا يُطَاقُ 54 1
26 فَصْلٌ 58 1
27 الْقَوْلُ فِي نَفْيِ وُجُوبِ الْأَصْلَحِ 59 1
28 القَوْلُ فِي الْأَرْزَاقِ 60 1
29 الْقَوْلُ فِي الْآجَالِ 61 1
30 القَوْلُ فِي الْقَضَاءِ وَالْقَدْرِ 62 1
31 الْقَوْلُ فِي الْهُدى وَالْإِضْلاَلِ 64 1
32 الْقَوْلُ فِي أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ 65 1
33 فَصْلٌ 68 1
34 الْأُوْلَى مَسْأَلَةُ الشَّفَاعَةِ . 68 1
35 الثَّانِيَةُ مَسْأَلَةُ الْعَفْوِ عَنِ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ ، هَلْ يَجُوزُ فِي الْعَقْلِ أَمْ لَا ؟ 68 1
36 الثَّالِثَةُ أَنَّ الظُّلْمَ وَالسَّفَهَ وَالْكَذِبَ هَلْ هِيَ مَقْدُوْرَةٌ لِلّهِ تَعَالَی أَمْ لَا ؟ 69 1
37 الرَّابِعَةُ بَيَانُ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ 69 1
38 القَوْلُ فِي الْإيمَانِ وَالْإِسْلامِ 70 1
39 القَوْلُ فِي حَقِيقَةِ الْإيمَانِ 72 1
40 الْقَوْلُ فِي إيمَانِ الْمُقَلِّدِ 74 1
41 فَصْلٌ 75 1
42 القَوْلُ فِيمَا وَجَبَ الْإيمَانُ بِهِ بِالسَّمْعِ 76 1
Flag Counter