23 (۲۳) صَحَافَۃُ الْیَوْمِ وَتَأْثِیْرُہَا وَالْحَاجَۃُ إِلَیْہَا
اَلْحَمْدُ لِلّٰہِ وَکَفٰی وَسَلَامٌ عَلٰی عِبَادِہٖ الَّذِیْنَ اصْطَفٰی أَمَّا بَعْدُ!
رَئِیْسَ الْحَفْلِ الْمُبَجَّلْ، وَحَضَرَاتِ الْحَکَمْ، وَزُمَلَائِیْ الأعِزَّۃْ
یَا إِخْوَانِیْ فِیْ الدَّرْسِ! إِنِّی أُرِِیْدُ أَنْ أَتَحَدّثَ أَمَامَکُمْ فِیْ ہٰذِہٖ الْحَفْلَۃِ الْمُبَارَکَۃِ حَوْلَ الْمَوْضُوْعِ’’صَحَافَۃُ الْیَوْمِ وَتَأْثِیْرُہَا وَالْحَاجَۃُ إِلَیْہَا‘‘۔
یَا أَحِبَّائِیْ! ھٰذَا مِنَ الْمَعْلُوْمِ لَدَیْکُمْ أَنَّ الْعَصْرَالرَّاہِنَ قَدْ تَطَوَّرَ تَطَوُّرًا عَظِیْمًا، تَقَدَّمَ تَقَدُّمًا ہَائِلًا، وَتَرَقّٰی تَرَقِّیًا عَالِیًا، رَاجَتْ فِیْہٖ الْعُلُوْمُ الطَّبِیْعِیَّۃُ رَوَاجًا وَاسِعًا، فَإِنّھَا أَثَّرَتْ تَأثِیْرًا ہَامًّا، وَأَحْدَثَتْ إِنْقِلَابًا عَظِیْمًا فِیْ نَاحِیَۃٍ مَنْ نَوَاحِی الْحَیَاۃِ کُلِّہَا، فَالْجَدِیْدِیَّۃُ طَغَتْ وَحَوَتْ عَلٰی کُلِّ شُعْبَۃٍ مِنْ شُعَبِ الْحَیَاۃِ، وَتَوَسَّعَ نِطَاقُہَا فِیْ جُزْئٍ مِنْ أَجْزَائِ الْمَعِیْشَۃِ وَالْحَیَاۃِ۔
یَا إِخْوَانِیْ! إِنَّ الْعُلُوْمَ الطَّبِیعِیَّۃَ فِیْ زَمَانِنَا وَفَّرَتْ وَسَائِلَ الْمَعَاشِ،وَسَہَّلَتْ ذَرَائِعَ الْحَیَاۃِ، جَدَّدَتْ تَجْدِیْدًا مُدْہِشًا، جَدَّدَتْ فِیْ وَسَائِلِ السَّفَرِ فَصَنَعَتِ السَّیَّارَاتِ الْحَدِیْثَۃَ وَالطَّیاّرَاتِ الضَّخْمَۃَ الْہَائِلَۃَ، جَدَّدَتْ فِیْ وَسَائِلِ الطَّبَابَۃِِ، فَاخْتَرَعَتْ آلَاتٍ عَجِیْبَۃً لِلْجَرَاحَۃِ وَطَرَائِقَ مُتَنَوِّعَۃً لِتَفْتِیْشِ الْمَرَضِ وَعِلَاجِہٖ، جَدَّدَتْ فِیْ وَسَائِلِ الْمَعِیْشَۃِ، فَاخْتَلَقَتْ ثَلَّاجَاتٍ وَمُکَیَّفَاتٍ، وَالأشْیَائَ الْکَہْرَبَائِیَّۃَ الْمُسْتَحْدَثَۃَ، جَدَّدَتْ فِیْ وَسَائِلِ الْحَرْبِ وَالْقِتَالِ،
