11(۱۱) الدِّیْنُ ضَامِنٌ لِلْفَلَاحَ وَالنَّجَاحِ
الْحَمْدُ لِلّٰہِ وَکَفٰی وَسَلَامٌ عَلٰی عِبَادِہٖ الَّذِینَ اصْطَفٰی أَمَّا بَعْدُ!
یَا إِخْوَانِیْ البَرَرَۃ! قَدْ سَمِعْنَا مِرَاراً وَتَکْرَاراً، وَطَالَعْنَا وَدَارَسْنَا عِدَادًا أَنَّ الْبِیْئَۃَ الْجَاہِلِیَّۃَ مِنَ الْعَرَبِ قَدْ بَلَغَتْ إِلٰی آخِرِ الْمَدٰی مِنَ الْفَحْشَائِ وَالْمُنْکَرِ،إِنَّ ہٰذِہٖ الْبِیْئَۃَ الْعَرْبِیَّۃَ أَحَاطَتْ بِہَا حُجُبٌ مِنَ الأوْھَامِ وَالْخُرَافَاتِ، وَأُسْدِلَتْ عَلَیْہَا کِسَفٌ مِنَ الأبَاطِیْلِ وَالْوَثَنِیَّاتِ الْخَرْقائِ الْعَمْیَائِ الشَّنْعاَئِ، فَأقْرَأْٔ مَا کَتَبَہٗ الأدِیْبُ الأرِیْبُ اللَّبِیْبُ الشَّیْخُ مُحَمََّدْ عَبْدُہ حَوْلَ ہٰذَا الْمُجْتَمَعِ الْجَاہِلِیِّ، فَیَصِفُ بِأحْسَنِ وَصْفٍ فَیَقُوْلُ’’کَانَتِ الأُمَّۃُ الْعَرْبِیَّۃُ قَبَائِلَ مُتَخَالِفَۃً فِیْ التَّنَازُعَاتِ، خَاضِعَۃً لِلشَّھَوَاتِ، فَخِرَ کُلُّ قَبِیْلَۃٍ فِیْ قِتَالِ أُخْتِھَا وَسَفْکِ دِماَئِ أَبْطَالِہا، وَسَبْیِ نَسَائِہا، وَسَلْبِ أَٔمْوالِہَا، وَتَسُوْقُہَا الْمَطَامِعُ إِلٰی الْمَعَامِعِ، وَیُزَیَّنُ لَہَا السَّیِّآتُ وَفَسَادُ الإعْتِقَادِ، وَقَدْ بَلَغَ الْعَرَبُ مِنْ سَخَافَۃِ الْعَقْلِ حَدّاً صَنَعُوْا فِیْہٖ أَصْنَامَہُمْ مِنَ الْحَلْوٰی ثُمَّ عَبَدُوْاہَا، فَلَمَّا جَاعُوْا أَکَلُوْاہَا ، وَبَلَغُوْا مِنْ تَضَعْضُعِ الأخْلاقِ وَہْناً قَتَلُوْا فِیْہٖ بَنَاتَہُمْ تَخَلُّصًا مِنْ عَارِحَیَاتِہِنَّ، أَوْ تَنَصُّلًا مِنْ نَفَقَاتِ مَعِیْشَتِہِنَّ، وَبَلَغَ الْفُحْشُ مِنْہُمْ مَبْلَغًا لَمْ یَعُدْ مَعَہٗ لِلْعَفَافِ قِیْمَۃٌ، فکَانَ یُرَی الدَّنِسُ فی مِظَنَّۃِ الطَّہَارَۃِ ، وَتُنْتَظَرُ الْقَنَاعَۃُ وَالدِّعَارَۃُ حَیْثُ تُرْجٰی السَّلامَۃُ وَالسَّلامُ، وَبِالْجُمْلَۃِ فَکَانَتْ رُبُطُ النِّظَامِ