فَاسْتَحْدَثَتِ الْقَنَابِلَ وَالْبَنَادِقَ، الدَّبَّابَاتِ وَالأسَاطِیْلَ، الْغَازَاتِ السَّامَّۃَ وَالصَّوَارِیْخَ، الْغَوَّاصَاتِ وَالْمِدْفَعِیَّاتِ، جَدَّدَتْ آلَاتِ التَّحْْقِیْقِ وَالتَّفْتِیْشِ، جَدَّدَتْ آلَاتِ الْکِتَابَۃِ وَالتَّسْجِِیْلِ، جَدَّدَتْ آلَاتِ التَّفْرِیْحِ وَالتَّرْوِیْحِ، جَدَّدَتْ آلَاتِ الاتِّصَالِ وَالاجْتِمَاعِ، جَدَّدَتْ آلَاتِ الطِّبَاعَۃِ وَالنَّشْرِ، فَالْجُمْلَۃُ أَنَّ الْحَیَاۃَ وَنَوَاحِیَہَا کُلَّہَا تَأَثَّرَتْ بِھٰذِہٖ الْجَدِیْدِیَّۃِ۔
یَا إِخْوَانِیْ! ہٰکَذَا تَأَثَّرَتْ وَتَجَدَّدَتِ النَّاحِیَۃُ الصَّحَافِیَّۃُ، فَحَدَثَتِ الذَّرَائِعُ لِلاتِّصَالِ مِنَ الْجَوَّالِ وَالْہَاتِفِ وَالْمِذْیَاعِ، وَالشَّبَکَاتِ لِلإنْتَرْنِیْتِ وَالْکَمْبَیُوْتَرْ، وَمَا إِلٰی ذَالِکَ مِنْ آلَاتِ الطِّبَاعَۃِ وَالنَّشْرِ، وَطَرَائِقِ الإذَاعَاتِ وَالإشَاعَاتِ، فَإنَّہَا کَانَتْ وَسَائِلَ سَرِیْعَۃً لِتَرْسِیْلِ الأفْکَارِ وَنَشْرِالْوَقَائِعِ الإنْسَانِیَّۃِ، إِنّہَا کَانَتْ وَسَائِلَ أَسَاسِیَّۃً لِتَرْوِیْجِ الْعُلُوْمِ وَالْفُنُوْنِِ، إِنَّہَا کَانَتْ وَسَائِلَ مُؤَثِّرَۃً فِیْ تَبْلِیْغِ الْوِجْہَاتِ وَالنَّظَرِیَّاتِ، إِنَّہَا کَانَتْ وَسَائِلَ ہَامَّۃً لِتَعْبِیْرِالْعَوَاطِفِ الإنْسَانِیَّۃِ وَالْمَشَاعِرِالْبَشَرِیَّۃِ، إِنَّہَا کَانَتْ أَسْبَابًا قَوِیَّۃً لِتَقْرِیْبِ الأقْوَامِ وَالْمِلَلِ،أسْبَابًا فَعَّالَۃً لِلِقَائِ الإنْسَانِ فَرْدًا فَرْدًا، أَسْبَابًا أَخَّاذَۃً لِتَمْہِیْدِ الثَّقَافَاتِ وَالْحَضَارَاتِ، فَفَہِمَتِ الْقُوَّاتُ الْغَرْبِیَّۃُ تَأْثِیْرَہَا وَنُفُوْذَہَا فِیْ الْمُجْتَمَعِ الْعَالَمِیِّ، وَأَدْرَکَتْ إِدْرَاکًا تَامًّا فِیْ أَوَّلِ وَہْلَتِہَا فَمَا لَبِثَتْ إِلَّا عَطَفَتْ عِنَا نَہَا إِلٰی ہٰذِہٖ النَّاحِیَۃِ الْحَسَّاسَۃِ حَتّٰی تَغَلَّبَتْ وَتَسَیْطَرَتْ عَلٰی ہٰذِہٖ الذَّرَائِعِ لِلا تِّصَالِ وَالارْتِبَاطِ۔
یَا إِخْوَانِیْ! ہٰذَا مَعْلُوْمٌ لَدَیْنَا أَنَّ الْقُوَّاتَ الْغَرْبِیَّۃَ وَالْقُوَّاتَ الْمُعَادِیَۃَ لِلإسْلَامِ وَالْمُسْلِمِیْنَ ہِیَ الَّتِیْ تَمْلِکُ وَتَغْلِبُ عَلَی الصَّحَافَۃِ الْجَدِیْدَۃِ