بِہَا الأجْیَالُ القَادِمَۃُ وَتَشُمُّہَا الشَّامَّۃُ الإنْسَانِیَّۃُ إِلَی الآنِ، وَیَبْقٰی ذِکْرُہٗ إِلَی أَمَدٍ مَدِیْدٍ۔
یَا إِخْوَانِیْ! ہٰذَا فِیْ جَانِبٍ، وَفِیْ جَانِبٍ آخَرَأَنَّ الآلافَ الْمُؤَلَّفَۃَ مِنَ النَّاسِ ذَہَبُوْا وَانْدَثَرُوْا، خَمَدُوْا وَخَمَلُوْا، تَحَلَّلُوْا وَتَلَاشَوْا، تَفَانَوْا وَتَفَنَّدُوْا، فَلَا أَثَرَ لَہُمْ ،وَلَا مَفْخَرَۃٌ مِنْ مَفَاخِرِ الإنْسَانِ وَلَا مَکْرُمَۃٌ مِنْ مَکَارِمِ الْبَشَرِ قُدِّرَتْ وَکُتِبَتْ لَہُمْ، فَخَسِرُوْا وَخَابُوْا، وَرَجَعُوْا خَاسِئِیْنَ خَائِبِیْنَ، کَالِحِیْنَ رَاسِبِیْنَ، إِنَّہُمْ کَانُوْا نَسْیًا مَنْسِیًّا۔
یَا إِخْوَانِیْ ! لِمَاذَا ہٰذَا الْفَرْقُ بَیْنَ ہٰذَیْنَ النَّوْعَیْنِ فَنَجَحَ ہٰذَا وَخَسِرَ ہٰذَا، ہٰذَا سَعِدَ وَذَالِکَ شَقِیَ، ہٰذَا وَصَلَ إِلَی الْمَقَامِ الْعَالِیْ، وَذَالِکَ وَصَلَ إِلٰی الدَّرْکِ الأسْفَلِ، ہٰذَا تَکَلَّلَ بِالنَّجَاحِِ ،وَذَالِکَ تَقَدَّرَ لَہٗ الْخُسْرَانُ، ہٰذَا وَاجَہَ الْفَلَاحَ، وَذَالِکَ قَابَلَ النُّقْصَانَ، فَمَعْلُوْمٌ أَنَّ النَّوْعَ الأوَّلَ مِنَ الإنْسَانِ أَدْرَکَ الْحَیَاۃَ وَحَقِیْقَتَہَا، إِنَّہٗ عَرَفَ غَرَضَہٗ لِلْحَیَاۃِ وَعَکَفَ عَلٰی حُصُوْلِہٖ وَإِدْرَاکِہٖ، وَلَمْ یَتَغَافَلْ عَنْ مَقْصِدِہٖ لأیِّ لَحْظَۃٍ مِنْ لَحْظَاتِ الْحَیَاۃِ، وَالآخَرُ تَغَافَلَ وَتَنَاکَبَ، تَعَارَضَ وَتَکَاسَلَ فَنَامَ نَوْمًا غَرِیْقًا مِنَ الْغَفْلَۃِ وَالْبِطَالَۃِ فَقُدِّرَ لَہٗ الْحِرْمَانُ إِلٰی أَبَدِ الآبَادِ۔
فَیَا إِخْوَانِیْ! ہٰذَا الْوَقْتُ لَہٗ أَھَمِّیَّۃٌ کَبِیْرَۃٌ فِیْ الْحَیَاۃِ الإنْسَانِیَّۃِ، لَہٗ تَأْثِیْرٌ کَبِیْرٌ فِیْ الْحَیَاۃِ الْبَشَرِیَّۃِ، لِذَالِکَ بَیَّنَ الدُّسْتُوْرُ الرَّبَّانِیُّ أَہَمِّیَّتَہَا بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَۃٍ، وَألْفَاظٍ مُتَنَوَّعَۃٍ فَیَقْوْلُ’’ وَسَخَّرَ لَکُمُ الأنْہَارَ، وَسَخَّرَ لَکُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَیْنِ، وَسَخَّرَ لَکُمُ الَّلیْلَ وَالنَّہَارَ، وَآتَاکُمْ مِنْ کُلِّ مَا سَأَلْتُمُوْہٗ،