حَیَاۃٌ یَکُرُّ جَیْشُہَا بِالْعَجَائِبِ
فَبَیْنَ اخْتِلَافِ اللَّیْلِ وَالصُّبْحِ مَعْرَکٌ یَکُـــــرُّ عَلَیْنَا جَیْشُہٗ بِِالْعَجَائِبِ
إِنَّہَا فُرْصَۃٌ ثَمِیْنَۃٌ لِلْإنْسَانِ، فَمَنْ أَدْرَکَ أَھَمِّیَّتَہَا وَاسْتَفَادَ بِہَا فَقَدْ فَازَ وَنَجَحَ، وَمَنْ أَعْرَضَ وَتَغَافَلَ عَنْہَا فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ۔
یَا إِخْوَانِیْ ! تَعَالَوْا مَعِیْ لِنَسْتَعْرِضَ التَّارِیْخَ الإنْسَانِیَّ اِسْتِعْرَاضًا خَفِیْفًا، یَا إِخْوَانِیْ ! حِیْنَمَا نُطَالِعُ التَّارِیْخَ الإنْسَانِیَّ فَنَجِدُ النَّاسَ أنّہٗ تَنَوَّعَ إِلٰی نَوْعَیْنِ وَانْقَسَمَ إِلٰی قِسْمَیْنِ، نَوْعٌ فَازَ فِیْ مَقَاصِدِہٖ وَأَہْدَافِہٖ، إِنَّہٗ بَلَغَ الْمَدَارِجَ الْعَالِیَۃَ وَالْعَوَالِیَ الشّامِخَۃَ، إِنَّہٗ نَجَحَ نَجَاحًا کَامِلًا، إِنَّہٗ وَجَدَ الشُّہْرَۃَ وَالْکَمَالَ، إِنَّہٗ أَحْرَزَ قَصَبَ السَّبَقَاتِ، إِنَّہٗ أَفْلَحَ فِیْ مَجَالٍ مِنْ مَجَالَاتِ الْحَیَاۃِ، إِنَّہٗ بَرَزَ فِیْ مَیْدَانٍٍ مِنْ مَیَادِیْنِ الْمَعَاشِ، إِنَّہٗ رَفْرَفَ رَایَتَہٗ لِلْکَمَالِ وَالنُّبُوْغِ، إِنَّہٗ قَامَ بِدَوْرٍ ہَامٍّ فِیْ تَیَّارِ الْحَیَاۃِ، إِنَّہٗ أَدّٰی نَمُوْذَجًا مِثَالِیًّا فِیْ مَسِیْرِ الْحَیَاۃِ، إِنَّہٗ کَلَّفَ الأیَّامَ مَا لَیْسَ یُوْہَبُ، إِنَّہٗ أَصْغَرَ الزَّمَانَ فَصَفَّقَ لَہٗ الزَّمَانُ، وَتَسَجَّدَ لَہٗ الأوَانُ ،وَتَسَلَّمَ لَہٗ الأیَّامُ، وَافْتَخَرَ بِہٖ الأیَّامُ، إِنَّہٗ أَحْدَثَ اِنْقِلَابًا عَظِیْمًا، إِنَّہٗ أَرَّخَ تَارِیْخَ الْمَجْدِ وَالْکَرَمِ، تَارِیْخَ الْوِجَاہَۃِ وَالْفَخَامَۃِ، إِنَّہٗ قَدَّمَ الْمُعْجِزَاتِ مِنَ الْعُلُوْمِ وَالْفُنْوْنِ، مِنَ الْمَفَاخِرِ وَالْمَکَارِمِ، مِنَ الْمَآثِرِ وَالْمَعَالِمِ، إِنَّہٗ غَیَّرَالزَّمَانَ وَقَلَّبَ الْحَیَاۃَ، إِنَّہٗ اخْتَرَعَ اِخْتِرَاعَاتٍ عَجِیْبَۃً، إِنَّہٗ اخْتَلَقَ اخْتِلَاقَاتٍ عَظِیْمَۃً مُتَحَیَّرَۃً، إِنّہٗ قَضٰی حَیَِاتَہٗ قَضَائً ا مِثَالِیًّا، قَضَائً ا نَمُوْذَجِیًّا، إِنَّہٗ قَامَ بِخِدْمَاتٍ جَلِیْلَۃً، خِدْمَاتٍ عَالِیَۃً، خِدْمَاتٍ إِنْسَانِیَّۃً، إِنَّ ہٰذَا النَّوْعَ مِنَ الإنْسَانِ مَاتَ وَفَاتَ، مَاتَ وَفَنِیَ لٰکِنَّ مَسَاعِیَہٗ الْجَلِیْلَۃَ وَذِکْرِیَاتِہٖ الْعَطِرَۃَ تَتَعَطَّرُ