حُسَیْنُ! مَا أَحْسَنَ شَھَادَتَکَ، مَا أَعْجَبَ شجَاعَتَکَ، مَا أکْبَرَ غَایَتَکَ، مَا أَجْمَلَ عَطْشَکَ وَجُوْعَکَ یَفُوُحُ مِنْہُ الرِّیَاحُ الْعَطِرَۃُ الطَّیِّبَۃُ الَّتِی تَطِیْبُ بِہَا قُلُوْبُ الأجْیَالِ الْقَادِمَۃِ مِنَ الْمُجَاہِدِیْنَ، وَتَشْتَاقُ إِلَی تَحَمُّلِ الْعَطْشِ وَالْحِمْلِ کَمَا تَحَمَّلْتَ یَا حُسَیْنُ، کیْفَ أَذْکُرُ ذِکْرِیَاتَکَ یا حُسینُ؟ وَکَیْفَ أَصِفُ مَحَاسِنَکَ؟ وَکَیْفَ أُٔمَثِّلُ تَمْثِیْلًا صَادِقًا کَمَا مَثَّلْتَہٗ إِزَائَ أَعْدَائِ الدِّیْنِ فِیْ مَعْرَکَۃِ کَرْبَلا، بَعِیْداً عَنِ الأھْلِ وَالْوَطَنِ، وَالْجَدِیْرُ بِالسَّمَائِ أَنْ تَتَشَقَّقَ، وَالأرْضِ أَنْ تَتَفَجََّرَ، وَالبَحْرِ أَنْ یَمُوْجَ، وَالْمَلائِکَۃِ أَنْ تَنْزِلَ، وَالإنْسَانِیَّۃِ تَبْکِیْ بُکَائً شَدِیْدًا، وَتَدْمَعُ دَمْعًا غَزِیْراً عَلٰی مَشْہَدِ الْمَنَاظِرِ وَالسُّلُوْکِ الّتِی قَامَ بِہَا مَعَکَ أَعْدَائُ الدِّیْنِ، وَیَا حُسَیْنُ! أَنْتَ قَدَّمْتَ تَصْوِیْرًا حَقِیْقِیًّا لِہٰذَا القَوْلِ مِنَ الشَّاعِرِ؎
إِذَا الْقَوْمُ قَالُوْا مَـنْ فَتیً خِلْتُ أَنَّنِی عُنِیْتُ فَلَمْ أَکْسَلْ وَلَــمْ أَتَبَلَّدِ
وَلَسْتُ بِـــحَلّالِ التِّـــلاَعِِ مَخَافَۃً وَلٰکِنْ مَتیٰ یَسْتَرْفِدِ الْقَوْمُ أَرْفِدِ
فَفِیْ الأخِیْرِ نَدْعُوْ اللّٰہَ أنْ یُوَفِّقَنَا لِلْاِقْتِدَائِ بِہٰذِہٖ الأسْوَۃِ العَظِیْمَۃِ۔
وَأکْتَفِیْ بِہٰذِہ الْکَلِمَاتِ۔